أين أنت من الشاطيء؟
وحقيقةً كما يدور في ذهنك الآن، وما الجديد؟!
فمن الممكن أن نقرأ مئات العبارات المماثلة لها، وإن اختلف التعبير!
أقول لك: الجديد أن تقرأها متأملًا، مقارنًا، أن تأخذ نَفَسًا عميقًا، وتقرأها بعقلك، وكل حواسك.
ستجد أن الحياة بالفعل-إما أن تتسم بالهدوء، وإما أن يغزوها تلاطم الكثير من الأحداث في بعضها،
حتى تجد نفسك ما بين فرحٍ أو حزن، استقرارٍ أو شتات ذهن، قُربٍ أو رحيل، أمانٍ أو قسوة.
ما جعلني استعيد هذه الصورة أو التشبيه!
عندما عادت بي كلماتٌ مطلعها:
" جمالُ الوجودِ بذكرِ الإله"
إلى أيامٍ كنت فيها كالغريق ما بين أمواج الحياة التي ما إن تهدأ إلا وتأخذها الرياح إلى مسارٍ مختلف، أو بعيدٍ كليّا عمّا مررتُ به سابقًا.
كالغريق الذي يبحث عن قشّةٍ في سبيل الحياة!
مم هذه أيضًا مستهلكة! لكنها حقيقة مررتُ بها، ولعلها ستزورك كثيرًا، قد نتجاهلها لأنها مقولةٌ أصبحت تتكرر على مسامعنا بدون وعي، مع جمال تصويرها للإنسان الباحث عن نفسه بين هذه الأمواج التي تنّقلتُ بينها كثيرًا، ولا أزال؛ لأنها حياةٌ دنيوية مليئة بالتجارب والاختبارات.
بحثتُ كثيرًا، وانتقلتُ من سفينةٍ إلى باخرة، ومن قُبطانٍ لآخر حتى تُهتُ أكثر!
استمريت في تنقلاتي حتى وصلتني رسائلٌ هوائية، نديّة العبير؛ لأبصر الجانب الأهم في حياتي.
ما الذي تحتاجه روحي؛ لتواجه هذه الرياح؟!
كيف للسفنِ التي أجري بها أن تستقر مع هذه الرياح؟!
والسؤال الأهم، والذي قد تنتظره متشوقًا؟
ما هو الجانب الأهم في هذه الحياة؟
إنه وبلا شك-الجانب الديني، وأن نستشعر أهميته بكل جوارحنا.
بدأت أضيف على الواجبات جمالًا يأخذني إلى الراحةِ، والشعور بالأمان.
فكنتُ أحاولُ الاقتراب من الشاطئ حتى وجدتُ نفسي في منتصفه!
شعورٌ كبير أحاط بي، وجعلني أكثر استقرارًا!
عندما تعلّمت أن اقترب إلى الله أكثر، وأسعى للأجمل، ألّا أبحث عن المرفأ إلا وقد توكّلت على الله سبحانه-.
أن اسأل الله التوفيق قبل كل سعيٍ جديد، أن أحيا بالدعاء، بالصلاةِ، وبالقرآن.
حتى وجدتُ في الضيقِ أملًا، في الفرحِ تفاؤلًا، وفي المواقفِ دروسًا، وكثير.
إن كنتَ تشعرُ بالتيهِ، ولم تجد لسفينتك الشاطئ المناسب بعد، جدد من روحك، واقترب من النجاة بالقرب من الله، لا تتردد، ولا تخجل من أحد!
لأنه مكانك الحقيقي، والصحيح الذي خُلقت، وخُلقنا من أجله.
قال تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ) سورة الذاريات (56).
نحتاج أن نجاهد لنحيا، لننجو، لنستشعر أن ما ظاهره شر، باطنه خيرُ بإذن الله-، ونبتسم لذلك بقلبٍ مُطمئن.
قال تعالى: (وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ) سورة البقرة (216)
ودائمًا ما أقول: الحمدُّ لله أنا بخيرٍ من الله.
دمتم بخير!