مُجَردُ أورَاقٌ
زينب الخضيري
عندما يفرد الاقتصاد عضلاته متمثلة بقوة الدولار والين واليورو، متناسيا السلاح الحقيقي الفعال ألا وهو العقل الذي اخترع هذه الأوراق، فهو لا يخضع لأسواق المال والأعمال وبورصة(وول ستريت)، فالاستثمار العقلي الذي نتناساه ونحن في وسط معمعة ماكينة الاقتصاد هو الحل للتخلص من قبضة العضلات الاقتصادية، فنحن تعودنا أن نكون تكلفة، ففي صغرنا تكلفة على عائلاتنا، وعندما نكبر نصبح تكلفة وعبئا على المجتمع والدولة, لدينا قيم بسيطة وأسلوب حياة لانجاز اللاشيء وعند محاولتنا تكسير سلسلة الروتين يتبادر إلى أذهاننا أسئلة عدة، ...ماذا نجيد؟ماذا نفعل؟ إلى أين نتجه؟ هل نكسر سلسلة الروتين بهواية نحبها أم بحرفة نجيدها؟ وتكبر الأسئلة، وتتضخم في رؤوسنا وتتعمق شيئا فشيئاً ونتساءل: هل نحن تكلفة أم مورد؟ فنحن لم ندرب على أن نكون مورداً أي نفكر ونخطط ونضع بيانا برسالتنا كأشخاص يفترض أن يكونوا فعالين كبنية تأسيسية لمنهج تغيير عقولنا، فأعظم شيء يمكن أن نقوم به تجاه أنفسنا هو أن نحب أنفسنا، فالأمان النفسي يرتبط بالإنتاج العقلي، ومتاعبنا النفسية غالبا سببها سوء الفهم لأنفسنا، وعدم وجود عمق وقائي لنا فنحن غالبا لا نثق بالهيكل الأساسي لشخصياتنا.ومن هذا المنطلق أصبحنا مجرد تكلفة تحسب في فاتورة الحياة. إن المال دوره ينحصر في توسيع نطاق اختياراتنا لنختار الشيء الذي نرغبه، مع أنه أحيانا لا يحقق السعادة في حد ذاتها, وهنا أتساءل: كيف يمكننا تخطي حاجز التكلفة؟ وأقصد بها كيف يمكننا تفعيل إنسانيتنا لإنتاج الشيء الصحيح والمفيد؟ أي ما هي الأدوات والخطوات التي بموجبها نستطيع أن نتحول من تكلفة إلى مورد لنهزم العضلات الاقتصادية، أي نتخطى مرحلة ردود الأفعال والكسل الإنساني ...إذن فكروا ملياً..