ألا أيها السرطان الطويل ألا انجلي!
ولا أحد يريد أن يصارح المسؤولين ويخبرهم بأن وجود تقويم ثالث أمر مربك وغير مبرر، فإما أن نتعامل بالأشهر الهجرية أو الميلادية، والسعوديون ليسوا بدعا من الخلق حتى يتعاملوا بثلاثة تقاويم فيتسلموا مرتباتهم حسب الأبراج الفلكية ويصرفوها حسب تقويم أم القرى وحسب الوضع الصحي لأعين أهل سدير، وتؤخذ منهم الضرائب والفواتير حسب التقويم الميلادي.
ثم إن أضفنا إلى ذلك أن موظف الحكومة يأخذ راتبه حسب الأبراج، ويحسب عمره وسنه التقاعدي حسب التقويم الهجري، نكون قد ختمنا باب ما جاء في الخصوصية السعودية التي ما أنزل الله بها من سلطان.
الحل المتاح أمام موظفي الحكومة هو أن يفكروا بغيرهم من موظفي بعض الشركات الذين لم يتسلموا رواتبهم منذ سنة كاملة بجميع أنواع التقاويم. وهذا أمر يمكن وصفه بأنه «جريمة» مكتملة الأركان في أفضل أحوال افتراض حسن النية وضبط النفس.
وعلى أي حال..
حين تشاهد عزيزي إنسان الحكومة أخاك «إنسان الشركات» وقد أمضى حولا كاملا يعمل بالسخرة دون مقابل فلعل نفسك تهدأ وترضى بأن تأخذ راتبك كل أربعين يوما، وألا تغضب حين يتنامى إلى سمعك أنه تم اختراع تقويم جديد يقول إن عدة الشهور عند الحكومة ثلاثة أشهر، فهذا نعيم إن قيس بالشركات التي يكون شهرها أطول من عام مما تعدون.
صحيفة مكة
جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط.