هل اليتم توأم النجاح؟
واليتم هو فقدان أحد الوالدين أو كليهما، وهي مصيبة حلت وتحل على كثير من الناس، وأصعبه الفقدان في سن مبكرة فالشعور لايوصف حيث شعور الغربة والفقد العاطفي والنفسي في داخل اليتيم وهذا الجانب المحزن من مسألة اليتم.
ولكن اليتم «قد» يكون هو المنحة التي تأتي من رحم المحنة ودافعا للنجاح والإبداع.
وهذا بالفعل رأيته في محيطي القريب، حيث رأيته في والدي وجدي لوالدتي، فكلاهما عاش يتيما وهذا لم يمنع من نجاحهما في حياتهما.
وهذا ما دعاني أيضا للتحقق أكثر من مصداقية تغريدة أ.مفيد النويصر، لهذا بحثت ووجدت بالفعل أن اليتم يقود للنجاح والإبداع. فتاريخ البشرية مليء بالأمثلة عن عظماء أيتام. وفي كل مناحي الحياة من سياسة وحرب واختراعات وفن وثقافة.
وهل لهذا علاقة بنظرة الناس لليتيم وحالة الانكسار التي يعيشها اليتيم في طفولته فنجاحه في حياته يعني مكافأة لنفسه وما طالها من شقاء؟
يأتي على رأس هؤلاء الأيتام العظماء رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم الذي توفي أبوه قبل ولادته وماتت أمه وهو في طفولته.
وهنا قائمة بالأيتام الذين غيروا وجه التاريخ.
نيلسون مانديلا أعظم حكام أفريقيا وأكثرهم عفوا ورحمة وأشهر سجين سياسي في التاريخ وأول رئيس أسود لجمهورية جنوب أفريقيا. فقد والده في سن مبكرة.
المهاتما غاندي الزعيم الهندي وداعية اللاعنف فقد والده في سن السادسة عشرة.
عمر المختار الذي قاد الجهاد الليبى بأبسط الأسلحة ضد الاستعمار الإيطالى. وستيف جوبز المؤسس والمدير التنفيذي لشركة آبل وتفاحته التي أحدثت ثورة في عالم التكنولوجيا. والزعيم العربي جمال عبدالناصر، والرؤساء الأمريكيون إبراهام لينكولن وجورج واشنطن واندرو جاكسون.
وفي الفن الشاعر حافظ إبراهيم وعبدالحليم حافظ ودافنشي صاحب أسطورة لوحة الموناليزا.
كل هؤلاء يجمعهم اليتم والقائمة تطول ولا تتسع هذه المساحة لرصد أسمائهم.
ولعل المتتبع لسير الأعلام العظماء في تاريخ الأمم يجد في الغالب أن الألم هو الحاضنة الأولى لهؤلاء، وأن هذا الألم كان من الأسباب في تكوين شخصياتهم ودافعاً لهم للبروز والتفوق لتعويض ما فقدوه.
فهل بالإمكان القول: ليس كل ناجح يتيم، ولكن كل يتيم ناجح؟
تغريدة:
«قد» يكون اليتم هو المنحة التي تأتي من رحم المحنة.
جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط.