حالة الإنكار
وبعد القراءة والبحث وجدت أنها حالة عامة بين شعوب الأرض ولكنها طاغية في تفكيرنا كعرب أكثر من الآخرين.
وهنا بعض مما قرأت حول هذا الموضوع:
وبداية لنعرف ما هي حالة الإنكار، الإنكار هو رفض لا شعوري للاعتراف بالواقع أو الموقف المؤلم، ويحدث هذا الإنكار للحد من القلق ولحماية الشخص من الصدمة العاطفية والحزن الشديد. بل في حقيقة الأمر يبدو أن الناس يتضاعف تمسكهم بآرائهم عندما يواجهون أدلة دامغة تخالفها.
ويعرف اﻹنكار على أنه عدم القدرة على الاعتراف ومواجهة الحقيقة الواقعة. وهو آلية يستعملها الشخص للدفاع عن ذاته ضد القضايا التي ﻻ يستطيع التعامل معها لتجنيب نفسه المعاناة النفسية التي قد تنجم عن المواجهة.
يقول مايكل شيرمر في مقال له: «هل لاحظت من قبل أنك عندما تقدم لبعض الأشخاص حقائق تخالف المعتقدات المترسخة في أذهانهم فإنهم يغيرون آراءهم؟ بالطبع لا، ولا أنا في الواقع! بل في حقيقة الأمر يبدو أن الناس يتضاعف تمسُّكهم بمعتقداتهم عندما يواجهون أدلة دامغة تخالف هذه المعتقدات. يتعلق السبب في ذلك بنظرة هؤلاء الأشخاص إلى العالم، والتي يرون أنها تتعرض للخطر بسبب البيانات المتضاربة».
وهي حالة تتلبسنا على مستوى الفرد والجماعة وكذلك على مستوى الدولة واتخاذ القرارات. ولا أعتقد أن هناك شخصا منا «خالي» من هذه الحالة.
فعلى سبيل المثال الاعتراف بوجود فقر لدينا أو فساد أو مخدرات أخذت وقتا طويلا سواء على مستوى الدولة أو على مستوى المجتمع للاعتراف بتلك المشكلات.
ولنأخذ مشكلة الطائفية وثقافة الكراهية في مجتمعاتنا العربية ستجد كل طرف يبرئ نفسه وينكر أنه شريك في المشكلة وتجده يرمي باللائمة على الطرف الآخر، وهكذا هي كل مشكلاتنا ندور في حلقة مفرغة تأخذ الكثير من سنوات عمرنا دون حل والسبب حالة الإنكار.
والإشكالية هنا أن حالة الإنكار وعدم الاعتراف في المشكلة يزيد من تفاقمها ويجعل حلها أكثر صعوبة. وكما يقال «الاعتراف بالمشكلة هو نصف الحل».
وللإنكار أشكال عدة فمنه إنكار حقيقة واضحة معززة بأدلة دامغة، وهناك إنكار المسؤولية ويكون إما بإلقاء اللوم على اﻵخرين أو تبرير الفعل لجعله يبدو طبيعياً اعتماداً على المنظومة اﻷخلاقية التي يتبع لها، والشكل اﻷخطر من أشكال اﻹنكار هو إنكار اﻹنكار وهو يعني الثقة المطلقة بأن ﻻ شيء بحاجة للتغيير في السلوك والعادات والمفاهيم، أي العيش في حالة من خداع الذات.
تغريدة:
«سرعة التصديق وسرعة الإنكار كلاهما يدلان على سذاجة غير محمودة». (علي الوردي)
Kwabel@outlook.com
جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط.