×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.

دموع الرجال

جمعت ليالي رمضان بين طرفي الفرح والحزن، ووضعتهما في قالب تراجيدي حقيقي، فالفرح أتى من شلالات الخير عبر الحريصين على تطهير أموالهم بالصدقة والزكاة، الذين ساهموا في رسم صورة الفرح، بخروج أعداد كبيرة من مساجين الحقوق الخاصة ليقضوا ما تبقى من شهر الخير، وليالي العيد السعيد مع أهلهم وذويهم، في جانب الميلودراما تكتمل الصورة بواقعها الحقيقي، بدون رتوش تجميلية وهمية، وبدون غربال يحجب شمسها، من خلال «دموع الرجال» التي هطلت بعفوية وصدق، ليس فرحا بالخروج من السجن، وإنما حزنا بدخول سجن الحياة العامة التي لا ترحم ولا تتجمل، هذه الدنيا الفانية في غيها وكبريائها تذوب فيها الشخوص بأسرارها وقصصها الإنسانية.

تتكالب الظروف على بعض الرجال في خضم بحثهم عن لقمة العيش، ومن خلال ممارسة عروض التجارة، تختل التوازنات الاقتصادية فيهوي في براثن الخسارة، وتبدأ الديون في حصاره، ليذهب للسجن ويعيش خلف القضبان بعيدا عن أهله، ويبدأ سيناريو لجان التراحم في تنظيم حملات لجمع المال من أجل إخراج مستحقي المساعدة الفعلية، ومن ثم فتح الأبواب لهم للعودة للحياة، فهل انتهت الحكاية؟

الواقع يقول غير ذلك فقد تم حل نصف المشكلة، وتركوا السجناء يواجهون النصف الآخر، بدون سلاح، وبدون مجاديف تساعدهم على الإبحار في دهاليز هذه الحياة الصعبة، يقال والعهدة على الراوي إن السجون تقوم بتدريب المساجين على المهن والحرف، وحفظ القرآن الكريم، وتهيئ لهم العديد من فرص العيش، لكن الفرص ضئيلة أمام هذه المخرجات، بل إن الجهات التي من المفترض أن تشغلهم ترفضهم كما هو حال المجتمع الذي يتعامل معهم بلغة الإقصاء.

لقد شاهدت شلالات الفرح في مسارح حملات «تفريج كربة» التي تستهدف كسر حواجز السور والحارس والقضبان لخروج أكبر عدد ممكن من المساجين المديونين، وشاهدت على الطبيعة «دموع الرجال» المرتبكة من مواجهة الأطفال ليلة العيد بدون كسوة وبدون حلوى، وبين الحالتين تتضح معالم القصور والخلل، وتتضح الأسباب التي تدفع بعضهم للهروب من سجن الحياة القاسي إلى السجن الأرحم.
 0  0  30811

الأكثر قراءة

سمير المقرن الحادثة التي نشرتها جريدة «اليوم» بداية هذا الأسبوع...

03-17-2010 06:11 الأربعاء

لأول مره التعبير عن التعبير عوض الأحمري منذ أن حملت مع أبناء...

06-28-2010 06:05 الإثنين

نشرت صحيفة «الغد» الأردنية في عددها الصادر يوم 21/2/2010 الإعلان...

03-13-2010 06:52 السبت

المقابلات الشخصية للضرورة أم للمحسوبية مسفر القحطاني...

06-26-2010 10:30 السبت

ترقبوا ؟؟؟ نورة الاحمري لقد كان من كم يوم هدية من خادم...

09-05-2010 11:10 الأحد

لعنة000الكرسي !البعض يعتقد انه الأمر الناهي منذ أن يتسلم مسؤولية...

09-02-2010 11:38 الخميس

محتويات

التربية بالسكاكين

التربية بالسكاكين

سمير المقرن الحادثة التي نشرتها جريدة «اليوم» بداية هذا الأسبوع عن تعرض طالب لم يتجاوز عمره إثني عشر عاماً..

03-17-2010 06:11 الأربعاء   90924
لاول مره التعبير عن التعبير

لاول مره التعبير عن التعبير

لأول مره التعبير عن التعبير عوض الأحمري منذ أن حملت مع أبناء هذا الوطن حقيبة المدرسة وأنا أتلقى و أتلقن مواضيع..

06-28-2010 06:05 الإثنين   98431
وظيفة سعودية في صحيفة أردنية

وظيفة سعودية في صحيفة أردنية

نشرت صحيفة «الغد» الأردنية في عددها الصادر يوم 21/2/2010 الإعلان التالي: «فرصة عمل في المملكة العربية السعودية، مطلوب..

03-13-2010 06:52 السبت   89098
المقابلات الشخصية للضرورة أم للمحسوبية

المقابلات الشخصية للضرورة أم للمحسوبية

المقابلات الشخصية للضرورة أم للمحسوبية مسفر القحطاني دخلت في الآونة الأخيرة عملية إجراء المقابلات الشخصية..

06-26-2010 10:30 السبت   91416

جديد الفيديو