أبطال بورتلاند
من هم أبطال بورتلاند وما قصتهم؟
مدينة بورتلاند في ولاية أوريجن على الساحل الغربي للولايات المتحدة. ومعروفة ولاية أوريجن بورتلاند بطيبة أهلها وتسامحهم ومعاملتهم الحسنة لكل قادم إليهم ويشهد على ذلك بناتنا وأبناؤنا المبتعثون هناك.
وقعت الحادثة يوم الجمعة الماضية نحو الساعة الخامسة مساء في محطة «هوليود» في بورتلاند.
بعد أن بدأ رجل في الصراخ والهذيان بالكثير من العنصرية ضد فتاتين إحداهما ترتدي حجابا، بترديد عبارات مثل «كل المسلمين لا بد أن يموتوا» حسب ما صرحت به والدة إحدى الفتاتين، وهنا حاول بعض الركاب «ثلاثة منهم» التدخل ومساعدة الفتاتين قبل أن يقوم المجرم بمهاجمتهم بسكين، حيث لقي رجل حتفه على الفور«ريكي جون» (53 عاما)، بينما توفي آخر في وقت لاحق في المستشفى «تاليسين نامكاي ميشي» (23 عاما). ومن المتوقع أن يستعيد الضحية الثالثة «ميكا فلتشر» (21 عاما) عافيته.
في هذه الحادثة المأساوية تتجلى الإنسانية بأحلى صورها، حيث دفع هؤلاء الأبطال حياتهم في سبيل ما يؤمنون به من إنسانية وقيم وتسامح.
وازدانت الصورة أكثر بموقف والدة أحد الأبطال «تاليسين ناماكاي ميشي» السيدة آشا ديليفرنس، حيث كتبت رثاء لابنها على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، قائلة: «ولدي العزيز، لقد كان بطلا، وسوف يظل بطلا في الحياة الآخرة، نجم ساطع براق، سوف أحبك للأبد».
وفي رسالتها المفتوحة للرئيس ترمب في صحيفة الواشنطن بوست اقتبس منها التالي: «أنا أكتب لكم اليوم،، بما يعتصر به قلبي بعد فقدان ابني. توفي تاليسين بطلا، مثل العديد من الأمريكيين الآخرين الذين لقوا حتفهم يدافعون عن الحرية. كان عمره 23 عاما، وهو عام تخرجه في الكلية، كان يعمل، وقد اشترى للتو منزله الأول، وكان يفكر في بدء بناء أسرته. إن عائلتنا تحزن، ولكننا نفخر أنه من خلال عمله الذي يتجلى فيه إنكار الذات، مع الرجلين الآخرين قد غيروا العالم، حيث واجهوا الكراهية ولم يترددوا في التصدي لها بالحب».
كما كتب المذيع المخضرم الأشهر دان راذر منشورا عاطفيا عن الحادثة موجها للرئيس ترمب على موقعه في فيسبوك لاقى استحسان الكثيرين.
ولا ننسى الدور الجميل والخلاق الذي قامت به المنظمات الإسلامية في أمريكا من جمع تبرعات لأهل وذوي الأبطال.
حيث قاد الحملة الأولى «الصندوق التربوي الإسلامي» ومنظمة «الاحتفال بالرحمة»، وهي منظمات غير ربحية تهدف إلى مكافحة المعلومات الخاطئة عن الإسلام. وبلغ ما تم جمعه إلى الآن مليون دولار.
تغريدة:
هناك نماذج غربية كثيرة تزخر بكل ما هو إنساني قلما تجدها في هذا العالم، ولكن تصنيفنا بأن الغرب «كله شر» حرمنا من معرفتهم عن قرب والتواصل معهم.
Kwabel@outlook.com
جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط.