فضل السواك
يعتقدُ البعض أن السواك عبارة عن عودٍ يُستخدم لتنظيف الأسنان قديمًا وحلّ مكانه اليوم فرشاة الأسنان والمعاجين المتعددة، وهذا فهمٍ خاطئ، فالسواك هو عبادة وطهارة، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يحبه، حتى أنه قبل وفاته نظر استاك عندما قامت أم المؤمنين عائشة رضى الله عنها بتليين السواك في القصة التالية: دخل عليه وهو بالبيت عبد الرحمن ابن ابو بكر وكان بيده سواك فظل النبي ينظر إلى السواك ولم يستطع ان يقول اريد السواك فقالت عائشة "فهمت من نظرات عينيه انه يريد السواك فأخذت السواك من يد الرجل فأستكت به (أي وضعته بفمها) لكي الينه للنبي واعطيته اياه فكان اخر شيء دخل إلى جوف النبي هو ريقي"( ريق عائشة) فتقول عائشة: "كان من فضل ربي عليّ انه جمع بين ريقي وريق النبي قبل ان يموت".
أما السواك فهو يحمل أشكالًا كثيرة، ذهب العلماء إلى تفضيل الأراك، فلقد اتفقوا على أن أفضل ما يستاك به هو عود الأراك لما فيه من طيب يخرج وينقي ما بين الأسنان من بقايا الطعام وغير ذلك، ولحديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: كنت أجتني لرسول الله صلى الله عليه وسلم سواكاً من الأراك " ويحرم استخدام كل عود مضر كالسام وغير الطاهر والذي قد يتسبّب بتلفٍ في اللثة والأسنان أو يجرح الفم ونحو ذلك.
وللسواك أزمان وأماكن يحبذ فيها استخدامه وهي:
1-عند الوضوء والصلاة لقوله صلى الله عليه وسلم: " لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة ".
2-عند دخول البيت، كما ثبت من حديث عائشة رضي الله عنها أنها سئلت: بأي شيء يبدأ رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل بيته، قالت: " كان إذا دخل بيته بدأ بالسواك ".
3-عند القيام من النوم لحديث: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا قام من الليل يشوص فاه بالسواك " رواه البخاري ومسلم ومعنى: يشوص فاه، أي: يغسله ويدلكه.
4-عند تغير رائحة الفم.
5-عند دخول المسجد.
6-عند قراءة القرآن.
فالسواك أمر يسير فيه عبادة وطهارة، ولقد اكتشف الطب الحديث فائدته على الفم بشكل عام، فقام باستخلاص مادة السواك في معاجين أسنان تباع اليوم في الأسواق، وهذا يزيدنا إيمانًا بفضل ديننا العظيم الذي لم يترك شاردة ولا واردة إلا ودلنا عليها، نسأل الله تعالى للجميع التوفيق تحت هدي ونور النبوة على صاحبها أفضل الصلاة وأتم التسليم.
هيله بنت فريح الشمري