الزوجة وراتبها من دخل الأسرة!
يبدو أن نوايا «حساب المواطن» الجميلة سيكون لها آثار جانبية سلبية على الأسر، بعد أن تدخلت آليات تنفيذ «حساب المواطن» بين الزوج وزوجته الموظفة، وألزمته بأن يفصح عن راتبها لتخفض دعمه لأن زوجته موظفة!
سأحاول أن أكون «مسؤولا أكثر من المسؤول»، وأقول إنه من حق المسؤولين عن تنفيذ البرنامج أن يشترط على الزوج الإفصاح عن راتب الزوجة، الذي لا يحق له التدخل به «شرعا وعرفا»، لكن من حق الموظفات أن يطالبن مسؤولي «حساب المواطن» بإضافة خانة تحت راتب الزوجة لتكاليف وسائل النقل، التي قد تصل إلى نصف راتب بعض المعلمات في القرى النائية!
ألا يعتقد القائمون على «حساب المواطن» أن شرط الإفصاح عن راتب الزوجة سيجعل بعض موظفات القطاع الخاص يتركن الوظائف، لأنه سيؤثر على قيمة الدعم، كما حدث مع برنامج «حافز» حين تخلى بعض طلاب الجامعات عن الدراسة، لأن مكافأة الطالب أقل من نصف إعانة العاطل «حافز»!
قلت وما زلت أقول «حساب المواطن فكرة عظيمة، إذا طبقت بدون تعقيدات المسؤولين الذين يحاولون أن يصوروا للدولة أنهم هم الحريصون على أموال الدولة من الشعب الذي يريد أن ينهبها»، وهذا الكلام لا يعني أنهم يقصدون أو يتعمدون أن يقدموا تلك الصورة، إلا أن تصرفاتهم وتعقيداتهم لا توحي بشيء غير ذلك، ولنا في برنامج «حافز» عظة وعبرة لو كنا نعي الدروس أو نرغب بالاستفادة منها، وجادين في عدم تكرار أخطاء الماضي!
«حساب المواطن» جاء ليكون عونا للمواطن ويخفف عنه الآثار الجانبية المباشرة وغير المباشرة الناتجة عن الإصلاحات الاقتصادية المختلفة، كما يقول الدليل الإرشادي الذي أصدرته وزارة العمل عن برنامج «حساب المواطن»، وذلك يعني أنه لا بد أن يكون المسؤول أكثر وعيا بأن البرنامج جاء من أجل المواطن ليخدمه، لا ليعقده المسؤول بكثرة الطلبات، ويبدع في صناعة العقبات والمطبات!
الدولة تعي أن الإصلاحات الاقتصادية لها آثار جانبية مؤلمة، لذلك وضعت 25 مليار ريال في «حساب المواطن» خلال العام الحالي، وسيصل إلى 60 مليار ريال في 2020م، وكل ذلك يمنح البرنامج صورة جميلة، وستبقى جميلة إذا لم تعكرها آليات التنفيذ وفلسفات وأفكار بعض المسؤولين التنفيذيين!
(بين قوسين)
بعض النوايا الجميلة تشوهها التصرفات!
جمال الأهداف لا يكفي لتقديم صورة جميلة، وإذا كونت صورة جميلة فلن تدوم طويلا!
( صحيفة مكة )