نزيف الأدمغة المعاكس
أصبح تقدم وتفوق المؤسسات رهنا ً بحسن تكوينها لذخيرتها العقلية وتوجيهها نحو تحقيق أهدافها ، وفي مؤسساتنا ينظر للقيادة على أنها عملية تتم عن طريقها إثارة اهتمام الآخرين واطلاق قدراتهم ، وتوجيهها في الاتجاه المرغوب ، ويعتبر النمط القيادي السائد والفلسفه التي ينتهجها القائد في تعامله مع مرؤوسيه ذات أثر كبير على مستوى الابداع لديهم ، فالنظرة الايجابية من قبل القائد نحو مرؤوسيه واشعارهم بأهمية دورهم في تحقيق أهداف المؤسسة ، واتاحة الفرص في النمو والطموح وبناء علاقات وديه بين المرؤوسين والقادة كلها عوامل محفزة تدفع الفرد الى المزيد من البذل والعطاء والابداع ، فالقيادة هي جوهر العملية الادارية ومفتاح نجاحها وقلبها النابض كما عبر عنها علماء الفكر الاداري . فما يميز القادة العظماء والقادة الجيدين هي الطريقة التي يستثمرون بها فيمن يتبعونهم ، فغرس ثقافة (النمو) في بيئة العمل أمر في غاية الأهمية ، وعندما يدرك الموظفين الواقعين في مجال تأثير القائد أن نمو الشخص (وتطوره )من الأمور التي تحظى بالتقدير والتشجيع والمكافأه فإن النمو سيتفجر في المكان وتبدأ البيئة التي صنعها هذا القائد الفذ في اجتذاب أصحاب القدرة على الانجاز والإمكانات الهائلة .
فالمرؤوسين بحاجه لقادة قادرون على الملاحه بنجاح لرسم المسار الصحيح ،و
حقيقة القيادة ليست مرادفا ً للنجاح ،فتولى الشخص منصب قيادي لايعني أنه ناجح انما يمارس عمل معين في المكان ،أما عند نجاحه كقائد مؤثر ومحرك للآخرين حينها يطلق عليه القائد الناجح . فالقادة الملاحون لديهم قدرات أعلى من التحكم في الاتجاة فهم يتصورون ويمتلكون رؤية للوصول لغايتهم ، يرون أكثر مما يراه الآخرون وأبعد مما يراه الآخرون وقبل أن يراه الآخرون ، فهو يرى تلك " الأدمغة من ذهب " التي تعم المكان في العمل فيشجع الأفراد الذين يمثلون خامات ومنجم كفاءات لديه ،يضع ثقته فيهم ويهيئ المناخ والمكان المناسب لادارتهم لبلوغ الابداعية القصوى .
فمفهوم إدارة المواهب الذي بات يتطلع الى حجز مقعد رئيسي على طاولة التخطيط الاسترتيجي في عصر المعلوماتية توافقا ًمع الفكر الاداري المعاصر المتمثل في الابداع والابتكار وابراز قدرات ومواهب الأفراد واستثمار طاقاتهم الفكرية عبارة عن مجموعة شاملة متكاملة من الأنشطة التي تؤكد على أن المؤسسة قادرة على( جذب وتطوير )الموهوبين فهي احدى استراتيجيات الموارد البشرية والتي من المفترض أن تسهم في تحقيق الأهداف التنظيمية للمؤسسة و تلبية متطلبات الأعمال لتحقيق القدرة التنظيمية والنمو والميزة التنافسية والاحتفاظ بالموظفين الأعلى أداءً . ففي عالم الاقتصاد والأعمال والتكنولوجيا ثمه فرق سرية من الموهوبين والمبدعين والمتفوقين الذين يقفون خلف أهم النجاحات والابتكارات .. ومقالي هذا ماهو الا محاولة تسلل الى تلك الكواليس لنتعرف عليها أكثر بالأسماء والأرقام والتحليل في منظماتنا الحكومية لننهض بوطننا فكلنا فداء لهذا الوطن ...
صالحة الغامدي