اجتماعات الأعياد
في هذه الأيام تكثر المقالات حول العيد وفرحته وبرامجه وفعالياته واستعدادات الأفراد والجماعات، بل وحتى الدوائر الحكومية تشمر عن سواعدها لتفعيل فرحة العيد وإضفاء الترفيه والمرح على وجوه الجميع.
ومن البرامج المهمة في العيد اجتماع العوائل للمعايدة على اختلاف وتباين طرق الاجتماع صباحًا أو مساء قصيرًا أو مطولًا مصحوبًا بفعاليات أم اكتفاء بالسلام والمعايدة ولعلي، ومن خلال تجربة بسيطة مع العائلة الكريمة في مثل هذه الاجتماعات والمعايدات، أنبِّه لبعض الأمور وليسامحني القارئ الكريم لعدم ترتيبها على نسق معين فهي شجون جاءت لفائدة للجميع:
* يبقى اجتماع العيد جزءا من الصلة والتواصل بين الأرحام والأقارب وأنصح بعدم الاكتفاء به، بل جعله هو الانطلاقة لغيره من اجتماعات ولقاءات.
* الاهتمام بالشباب في العائلة ذكورًا وإناثًا وإعطائهم الدور المناسب والفاعل لكي لا نفقدهم حاليًا أو مستقبلًا وتوزيع المهام عليهم من الأمور المهمة مع مراعاة إمكانياتهم وقدراتهم.
* الالتفاف حول كبار العائلة والانطلاق من خلال توجيهاتهم مهما بلغت مستويات البقية، يبقى الكبير في العائلة له ثقله معنويًا وحسيًا فبخبراته يمكن علاج المشكلات الكبيرة وبتوجيهاته تعالج أمور قد لا يمكن علاجها من خلال غيره.
* في اجتماع العيد تبقى للأطفال فرحتهم، حيث ينظرون ويسمعون عن أسر وعوائل لديهم فعاليات وترويح فيجب ألا نحرم هؤلاء الأطفال من فرحة العيد ونقتل فرحتهم ربما ببعض الطقوس المملة ولكي نرغِّبهم بالحضور ويُنشَّؤوا وقد أحبوا الاجتماع وانتظروه ويشب عودهم فيصبحوا هم الأعضاء الفاعلين.
* بالنسبة للفعاليات مثل المسابقات وغيرها، البعض يسأل: هل الأفضل أن تكون في العيد أم لا؟ ومن وجهة نظري، أقول إن كان هذا هو الاجتماع الوحيد للعائلة خلال السنة فأنصح بالتقليل من وقتها فالبعض لم يشاهد ابن عمه خاصة الذي قدم من مسافة بعيدة ولن يقابله إلا في هذا الاجتماع.
*على من تحمل الشؤون المالية للعائلة واجتماعاتها تجنب الهدر الذي لاطائل منه فمثلا التكريم يجب أن يكون بشكل مقنن وكذلك الولائم والهدايا ونحوها ذلك أن العائلة ينتظرها اجتماعات سنوية ولا يعلم كيف يكون الحال المادي في المستقبل
*تعتمد بعض العوائل توزيع مهام اجتماع العائلة أو هداياها بحيث تكون كل سنه على عائلة أو مجموعة وهنا لابد من ضبط الأمر بحيث لا تؤدي إلى مباهاة ومجاراة وإحراج للعوائل الأخرى فمثلا تتحمل العائلة التكاليف وتسلم للجنة المتخصصة للقيام باللازم وكذلك الهدايا لو صارت كل عائلة تأتي بهدية العيد فقد تقوم عائلة بمحاولة التفوق على من قبلها فتحرج العوائل التي بعدها
* للنساء دور بارز في تقوية حفل المعايدة، حيث لهم دور في التأثير على الأطفال ورسم صورة إيجابية عن اللقاء وبالتالي تهتم كل أسرة في العائلة لذا لزم الاهتمام بهم وأيضًا تنبيه المؤثرات فيهن لنشر البساطة في اللقاء وعدم التكلف في الملبس والمطعم.
* البشر مفطورون على التأثر بما يدور حولهم فقد تتأثر بعض النفوس للتباعد وعدم التقارب؛ لأن كل واحد قد رسم صورة خاطئة عن الطرف الآخر، فالأرواح جنود مجندة ومع ذلك ينبغي ألا نتأثر بذلك في تصرفاتنا وخاصة أمام أبنائنا فكيف يربي الأب ابنه على صلة الرحم والتي قطيعتها من كبائر الذنوب وهو يلقي دروسا من حيث يشعر أو لا يشعر عن قطيعة الرحم مستخدمًا عدة طرق ووسائل.
* المال عصب الحياة والاجتماع العائلي- خاصة في الأعياد- مكلف ماديًا فما لم تتضافر الجهود لدعم الاجتماع وصلة الرحم فلن تقوم للعائلة قائمة.
* مع الدعوة للاقتصاد في مصاريف اللقاء، إلا أن مشاركة الجميع مع المنظمين أمر مهم فساهم في اجتماع عائلتك ولو بالقليل وأخص الموسرين واحتسب الأجر أن هذا اللقاء هو من صلتك للرحم واجتماع العائلة.
* يشتكي كثير من المنظمين من وجود بعض الأعضاء غير الفاعلين إطلاقا وهم للأسف على أشكال :
- منهم الذي هجر الاجتماع بالكلية ولا يسأل عنه وكأن الأمر لا يعنيه
- ومنهم من لا يهمه اللقاء فلا يسأل متى هو وماذا يحتاجون و.. و..
- ومنهم الذي يبحث عن العيوب والقصور والتي لا تغيب عن أعمال البشر فاقتراحه من باب أنا موجود فلا يتبناها ولا يدعمها إنما يلقيها جزافا
* أحب أن أنبه أن صندوق العائلة ليس له علاقة بالاجتماع أو عدمه فالصندوق برنامج آخر يراد منه دعم أفراد العائلة الذين قد يمرون ببعض الظروف أو لدعم مشروع يخص العائلة ما أقصده أنه يجب عدم تعليقاللقاء بالعيد أو غيره بوجود صندوق ثابت فيمكن أن يدعم اللقاء بغير ذلك من المبالغ المقطوعة.
* أسأل الله أن يديم علينا الاجتماع والألفة ويلم شمل أبنائنا ويقر أعين والديهم بصلاحهم.
متعب محمد الرشود.