×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.

إعادة توزيع الثروة،

يُنذر افتتان النساء بعمليات التجميل؛ بمخاطر صحية ونفسية لا تُحمد عُقباها، إذ لم تَعُد المرأة تكتفي بعمليات بسيطة للزينة، مثل شد البطن، ورفع الحواجب، وتكبير الصدر أو تصغيره أو رفعه.
بل بلغت الأمور حد التشويه، الذي اصطلح الجزّارون على تسميته تصحيحا لمناطق في أجسادهن، مثل تعديل الأنف المعوجّ، أو حقن الشفاه والوجوه بالـبوتوكس أو الـكولاجين لإخفاء التجاعيد، أو إزالة الشحوم من البطن أو الأرداف، ولا شيء يزيد غرابة عن التصحيح المزعوم؛ أكثر مما يمكن وصفه بـإعادة توزيع الثروة، حيث يتم سحب الشحوم من الأرداف، لحقنها في الشفاه والخدود.
واللافت للنظر حسبما تروي إحدى قريباتي- أن موضة عمليات التجميل جعلت النسوة يُشبهن بعضهن تماماً، ولا يُميّزهن في المناسبات العامة سوى الملابس اللاتي يرتدينها، فالأنوف المرفوعة متشابهة، وكذلك الخدود المتورّدة والحواجب، والشفاه المنفوخة، التي يُخيَّل للرائي أنها أربع شفاه فوق بعضها، أو كأنها قنبلة موقوتة على وشك الانفجار.
والأدهى والأمرّ أن المرأة تمادت كثيراً في امتهان نفسها، بعد أن حوّلت نفسها إلى مجرد شيء يُمكن العبث به، وتغييره وتكييفه حسب الموضة والطلب، حيث سمعنا عن عمليات نحت الجسم؛ على طراز الفنانة الفلانية، أو المذيعة العلانية، وربما نسيت المرأة أن هذا التشيؤ يجعلها تفقد قيمتها وأنوثتها الطبيعية، لتصبح في نهاية المطاف مثل السيارات المعدّلة.
وأغرب الحِيَل المكشوفة، حين تُقْدِم إحداهن على ارتداء عدسات خضراء، وتصبغ شعرها باللون الأخضر تارة، والأحمر تارة أخرى، مع أن لونها الأسمر يكشف بوضوح أنها تستعير قطع غيار، في محاولة يائسة للتشبُّه بـكاميرون دياز أو ليندزي لوهان.
ورغم أنني قليلا ما أشفق على الرجل، إلا أنني أحزن على تردِّي ذوقه؛ الذي يوقعه في شِرك فتاة اصطناعية من هذا النوع، ويتورَّط في الزواج منها، إذ يستبدُّ به الهلع والرعب؛ حين يستيقظ في أوّل صباح، ليكتشف أن عروسه قد تغيّرت 100%.
في النهاية أقول: أستغرب جهل النساء بالعواقب الوخيمة؛ التي تترتَّب على عمليات التجميل، مع التقدُّم في العمر، وكيف أنهن لم يتّعظن من التجارب السيّئة؛ التي نراها ونقرأ عنها، ونسمع عنها كل يوم.
فما أتعسنا حين نقع في غرام الكذب، ونهرب من الحقيقة التي نراها في المرآة كل يوم، وما أسخف المجتمع الذي يُشكِّل لقمة سائغة؛ لكل مَن تستهويه ممارسة الحلاقة في رؤوس الأيتام.

بواسطة :
 0  0  14214

الأكثر قراءة

سمير المقرن الحادثة التي نشرتها جريدة «اليوم» بداية هذا الأسبوع...

03-17-2010 06:11 الأربعاء

لأول مره التعبير عن التعبير عوض الأحمري منذ أن حملت مع أبناء...

06-28-2010 06:05 الإثنين

نشرت صحيفة «الغد» الأردنية في عددها الصادر يوم 21/2/2010 الإعلان...

03-13-2010 06:52 السبت

المقابلات الشخصية للضرورة أم للمحسوبية مسفر القحطاني...

06-26-2010 10:30 السبت

ترقبوا ؟؟؟ نورة الاحمري لقد كان من كم يوم هدية من خادم...

09-05-2010 11:10 الأحد

لعنة000الكرسي !البعض يعتقد انه الأمر الناهي منذ أن يتسلم مسؤولية...

09-02-2010 11:38 الخميس

محتويات

التربية بالسكاكين

التربية بالسكاكين

سمير المقرن الحادثة التي نشرتها جريدة «اليوم» بداية هذا الأسبوع عن تعرض طالب لم يتجاوز عمره إثني عشر عاماً..

03-17-2010 06:11 الأربعاء   90924
لاول مره التعبير عن التعبير

لاول مره التعبير عن التعبير

لأول مره التعبير عن التعبير عوض الأحمري منذ أن حملت مع أبناء هذا الوطن حقيبة المدرسة وأنا أتلقى و أتلقن مواضيع..

06-28-2010 06:05 الإثنين   98431
وظيفة سعودية في صحيفة أردنية

وظيفة سعودية في صحيفة أردنية

نشرت صحيفة «الغد» الأردنية في عددها الصادر يوم 21/2/2010 الإعلان التالي: «فرصة عمل في المملكة العربية السعودية، مطلوب..

03-13-2010 06:52 السبت   89098
المقابلات الشخصية للضرورة أم للمحسوبية

المقابلات الشخصية للضرورة أم للمحسوبية

المقابلات الشخصية للضرورة أم للمحسوبية مسفر القحطاني دخلت في الآونة الأخيرة عملية إجراء المقابلات الشخصية..

06-26-2010 10:30 السبت   91416

جديد الفيديو