حتى لا تكون المدارس والسجون أماكن لتفريخ الإرهاب
سمعنا ورأينا وللأسف نماذج سيئة جدا من أبنائنا الذين غرر بهم من قبل جماعات إرهابية في المدارس وفي داخل السجون، حيث عمدت التنظيمات الإرهابية إلى ابتكار طرائق مختلفة ومتنوعة لنشر أفكارها المتشددة واستقطاب عناصر جديدة إلى صفوفها سواء داخل المدارس أو السجون، مستغلة ظروف بعض الطلاب، وفترات الاعتقال من أجل بث التطرف في أذهان الطلاب والسجناء الآخرين، ممّا حوّل من بعضها إلى مواطن لتفريخ الإرهابيين؛ أساليب أضحت تستوجب وعيا شاملا بخطورتها، خاصة أنّها أصبحت تسهل للإرهابيين تنفيذ عملياتهم من داخل المدارس وخلف أسوار السجون.
إن المدرسة يجب أن تتحمل الدور المنوط بها في تقليل الإرادة الإجرامية لدى أفراد المجتمع، حيث إن الأمن يرتبط ارتباطاً وثيقاً وجوهرياً بالتربية والتعليم؛ إذ بقدر ما تغرس القيم الأخلاقية النبيلة في نفوس أفراد المجتمع، بقدر ما يسود ذلك المجتمع الأمن والاطمئنان والاستقرار، ويمثل النسق التربوي أحد الأنساق الاجتماعية المهمة التي تؤدي عملاً حيوياً ومهماً في المحافظة على بناء المجتمع واستقراره، حيث يعتقد الوظيفيون أن للنظام التربوي وظيفة مهمة في بقاء وتجانس المجتمع من خلال ما يقوم به النظام التعليمي من نقل معايير وقيم المجتمع من جيل إلى آخر.
وإن السجن كإصلاحية يجب أن يكون أكثر اهتماما بمراقبة السجين حتى لا يقع ضحية، وعليه يجب فرز المساجين وفقا لجرائمهم حتى لا يختلط في السجن الحابل بالنابل وتصبح النتائج عكسية.
ولكون وزارة التعليم ووزارة الداخلية هما الجهتان القائمتان على التعليم وعلى السجون، فإنهما تتحملان المسؤولية القانونية في ذلك، كونهما تتركان هذه الجماعات تدير نشاطاتها واتصالاتها داخل السجون، لتصل إلى أهدافها، وتتحملان المسؤولية أكثر من خلال إطلاق سراح البعض منهم وعدم إخضاعهم للمراقبة أو إعادة التأهيل، وهي إجراءات لا تتماشى مع مفاهيم مكافحة الإرهاب، وفق ما تنص عليه أسس علم الاجتماع ومكافحة الإرهاب.
المدرسة والسجن مؤسستان إصلاحيتان؛ نتائج دورهما في المجتمع ملموسة، ونجاحهما من عدمه يمكن قياسه، ولذلك نرى أن التعليم يحتاج إلى اعتماد سياسات تعليمية تخضع لمعايير جودة أفضل؛ تركز على القيم والأخلاق والسلوك والوطنية أكثر من حفظ بعض المعارف التي لا تسمن ولا تغني من جوع، وأن إدارة السجون تحتاج إلى اعتماد معايير إصلاحية في السجون، تعتمد على تصنيف السجناء حسب جرائمهم وفئاتهم العمرية، حتى لا يختلط الحابل بالنابل وتصبح النتائج عكسية لا سمح الله.