فضيلة الستر
كم من شخص استيقظ على فضيحته؟
أو على من يتداول فيديو صوَّره من حيث لا يحتسب ، وهو يقوم بعملٍ ما !
ثم بدأ التشهير به وتداول النكات عليه .
أين نحن من قول سيد البشر محمد صلى الله عليه وسلم لا يستر عبدٌ عبداًً في الدنيا إلا ستره الله يوم القيامة)(1) .
وعن عبد الله بن عمر، رضي الله عنهما، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه كربة من كربات يوم القيامة ومن ستر مسلما ستره الله يوم القيامة" (2)
ستر المسلم من شيم أهل الإيمان ، فكم من شخص أثر عليه التشهير به نفسياً واجتماعياً ، ساعد على ذلك وسائل الاتصال الحديثة والسريعة ، فلنخاف الله ونجعل كل مايمس عرض المسلم تحت مظلة الستر لنفوز بالستر الأعظم يوم لا ينفع مال ولا بنون .
فما علينا إلا أن نكون كما أمرنا النبي صلى الله عليه وسلم: " لو سترته بثوبك لكان خيراً لك"(3)
للأسف مايحدث الآن من نسخ ولصق لأسرار الناس وأعراضهم في وسائل التواصل الاجتماعي بلا مبالاة هو ما يساعد على فضح المسلمين وإيذائهم سواء بقصد هتك أستارهم أو بقصد الضحك والفكاهه ، فالمسلم بطبيعته كما نحفظ من الحديث جميعاً: "المسلم أخو المسلم لا يظلمه و لا يخذله ولا يحقره، التقوى هاهنا، ويشير إلى صدره الشريف ثلاثاً" ثلاث مرات، "بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم، كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه" هكذا روى الإمام مسلم في صحيحه.
اللهم يا من سترتنا لا تفضحنا على رؤوس الأشهاد يوم القيامة واسترنا فوق الأرض وتحت الأرض ويوم العرض إنك على كل شيء قدير.
1/ أخرجه مسلم في"صحيحه" (4/2002) رقم (2590).
(2)- أخرجه البخاري في"صحيحه"(2/862) رقم (2310)، ومسلم في"صحيحه" (4/1996) رقم (2580).
(3)4)- صحيح، رواه أهل السنن والحاكم والبزار وغيرهم، وهو في قصة رجم ماعز الأسلمي، رضي الله عنه، وهو من رواية صحابي دعى "هزال" ليس له سوى هذا الحديث، وقواه الحافظ ابن حجر في"فتح الباري" (12/125) ، وقال أبو عمر بن عبد البر، رحمه الله، في"التمهيد" (23/125) :" يستند من وجوه صحاح".
الكاتبة : مريم العبداللطيف