نورة عبدالله العماري
هذا العصر هو عصر التطور المعلوماتي الهائل والسريع ، وهذه من نعم الله علينا أن سخرلنا مايصلح معاشنا،وعلى النقيض فهو عصر كل ماحولنا فيه يتجاذبنا ويلهينا .فماذا قدمنا لآخرتنا التي هي الحيوان والحياة الخالدة؟؟
قال تعالى : ( والعصر ،إن الإنسان لفي خسر،...)الآية
يقول الإمام الشافعي : لو ما أنزل الله تعالى على خلقه حجة إلا هذه السورة لكفتهم .
قال ابن كثير في تفسير القرآن العظيم :
العصر هو الزمان الذي يقع فيه حركات بني آدم من خير وشر ،فأقسم الله تعالى به على أن الإنسان في خسر وهلاك( إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات ) فاستثنى من جنس الإنسان عن الخسران الذين آمنوا بقلوبهم وعملوا الصالحات بجوارحهم ( وتواصوا بالحق ) في آداء الطاعات وترك المحرمات ( وتواصوا بالصبر) على المصائب والأقدار وأذى من يؤذي ممن يأمرونه بالمعروف وينهونه عن المنكر.انتهى
أحبتي في هذا العصر إن تركنا أنفسنا نتخبط ونلهو دون وعي لأمرنا خسرنا ، فمن المحزن أن يمضي وقتنا نتنقل فيه من برنامج إلى آخر عبر أجهزتنا الذكية وماتبقى من وقتنا نمضيه في معاشنا الدنيوي دون الاهتمام بالإستزادة من الأعمال الصالحة إلا من رحمه الله .
ولذلك أريد أن أنبه على أن هناك أعمال قليلة ثقيلة في الميزان ذكرها المصطفى صلى الله عليه وسلم منها أنه قال من قال: سبحان الله وبحمده في يوم مائة مرة حطت خطاياه وإن كان مثل زبد البحر) رواه البخاري6405
وهذا غيض من فيض من فوائد الذكر .
أيضاً النوافل تجلب محبة الله للعبد ،وتلاوة القرآن ،والصدقة،والصوم....) فمن عمل الطاعات نجا من الهلاك .
والتواصي بالخير والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يستثنيهم الله من الخسر ، وبعض العلماء أعتبره الركن السادس من أركان الإسلام لأهميته ،ومن فضل الله ومنته أن هناك جهازاً خاصاً في دولتنا يقومون بذلك أعانهم الله ، فوالله إني لأعجب من أولئك الذين ينددون بزوالهم وبهم نجاتهم ونجاة الأمة جمعاء.
والتواصي بالصبر استثناهم الله أيضاً من الخسر ، والصبر المقصود هنا والله أعلم هو الصبر على الطاعة والعبادة ،فنحن نحتاج أن نتواصى عليها و نذكر بعضنا البعض وعصرنا به من وسائل الاتصال السهلة والسريعة الكثير التي لا تكلفنا العناء والجهد ، فلاشك أن هذا أمر عظيم ، صاحبه له من الأجر الكثير ، والذي تدل عليه السورة.
فالحمدلله على نعمة الإسلام الذي دعى إلى التآلف و محبة الغير وأن نضع أيدينا ببعضها لننجو وندخل الجنة زمراً .