شكراً للمكفول لأنك كشفت الحقيقة !
أي خُلق فضيل ذلك الذي يجعلك تسعى في حاجة أخيك لتفك كربته أو تقضي حاجته !
ولكن تخيّل معي أخي القارئ أنك في النهاية ( أنت من تُطلب للتسديد , وأنت من تقف أمام القضاء , وأنت من تُوضع خلف أسوار السجن في نهاية المطاف )
بينما الشخص الذي استفاد من المبلغ مُتنعّماً في بيته بلا أدنى مسؤولية وكأنه مُتفضّلاً عليك بطلب الكفالة . نعم افرح أخي أنني طلبت منك أن تكفلني فهذا شرف عظيم لك وليس لك فضل عليّ !
عجبي من هذا القانون الوضعي الغريب العجيب الذي راح ضحيته آلاف الأبرياء الذين كان هدفهم خدمتك أيها المُستفيد!
وتخيّل معي القارئ حين يكون الذي يطلب الكفالة شخص مشهود له بالصلاح والتقوى ويواظب على الصلاة ويؤم المُصلين ويقرأ على المرضى , برأيك هل ترفض كفالته ؟!
أنا شخصياً من سابع المُستحيلات إن لم يكُن ثامنها أن أرفض طلبه .
أخينا هذا وافق دون تردد , ثم ماذا حدث !
هيا أخي القارئ فكّر معي هل تظُن أن من يمتلك هذه الصفات قد يخذلك !
للأسف الشديد نعم .... ولم يُسدّد
ويتقابل الاثنان عند القاضي الكفيل والمكفول ( المُستفيد من المبلغ ) ويصيح القاضي بالكفيل دون النظر للمكفول وهو يكتب في خطابه إن لم تحضر الجلسة القادمة فسوف تُودع السجن , ويُدهش صاحبنا ويقول له ( يا حضرة القاضي هذا المكفول هو الذي استفاد من المبلغ ؟ )
ويزيد صراخه هذا يخرج الآن من هنا أما أنت فالجلسة القادمة إن لم تأتِ فالسجن مقرك !
هل صادفت أخي القارئ ظُلماً أشد من هذا !
هل تظُن أن مثل هذا الظلم واقع في بلد الحرمين الشريفين !
البلد الذي يتمسّح الأجانب بأهله طلباً لبركتهم !
شكراً لكل مكفول لم يُسدّد لأنه كشف لنا ( كم لدينا من قاضيان في النار )
شكراً لكُل مكفول مُلتحٍ فضح من هم على شاكلته وكشف حقيقته وبيّن زيفه !
شكراً لكل كافل لأنه أثبت غباءه وبلاهته وسمح لنفسه بمُساعدة الآخرين !
لا تسمح أخي لنفسك بالمساعدة لأنها ستنقلب ضدك !
أعتذر قارئي العزيز عن أسلوبي ولكن للأسف هذا هو واقعنا الذي أتمنى أن يُعاد النظر به مرةً أخرى
لنعود كما كُنّا مجتمع مؤمن يُطبّق هدي الحبيب المُصطفى محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين , ولتكن مظاهرنا الخارجية تدل على سرائرنا الداخلية , ليستحق الرجل تلك اللحية التي تُزيّن وجهه اقتداءً بالحبيب لا أن تخدع بها الآخرين.