النازية الخليجيه
ﺗﺳﺗﻐﺭﺏ ﺣﻳﻥ ﺗﻘﺭﺃ ﻛﻳﻑ ﻟﻔﻛﺭﺓ ﻛﺎﻟﻧﺎﺯﻳﺔ ﻓﻲ ﺳﺫﺍﺟﺗﻬﺎ ﻭﺳﻁﺣﻳﺗﻬﺎ ﻭﺗﻁﺭﻓﻬﺎ ﺍﻟﺷﺩﻳﺩ ﺃﻥ ﺗﻧﺟﺢ ﻓﻲ ﻣﺟﺗﻣﻊ ﻛﺎﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﺍﻷﻟﻣﺎﻧﻲ. ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻔﻛﺭﺓ ﻟﻡ ﻳﻣﻧﻌﻬﺎ ﻭﺻﻭﻟﻬﺎ ﻟﻠﺣﻛﻡ ﺑﻭﺳﺎﺋﻝ ﺳﻠﻣﻳﺔ ﻣﻥ ﺍﺳﺗﺧﺩﺍﻡ ﺃﻗﺳﻰ ﺃﻧﻭﺍﻉ ﺍﻟﻌﻧﻑ ﻣﻊ ﺍﻟﻣﺧﺎﻟﻔﻳﻥ٬ ﺣﻳﺙ ﺑﻠﻎ ﻋﺩﺩ ﻗﺗﻠﻰ ﺍﻟﻧﺎﺯﻳﺔ ﻓﻲ ﺣﺭﻭﺑﻬﺎ ﻭﻓﻲ ﻣﻌﺳﻛﺭﺍﺕ ﺍﻻﻋﺗﻘﺎﻻﺕ الاف ﺍﻟﺑﺷﺭ٬ ﻭﺗﻡ ﺫﻟﻙ ﺑﺭﺿﺎ ﺍﻟﻧﺎﺱ ﻭﻗﺑﻭﻟﻬﻡ ﺑﻝ ﻭﺑﺩﻋﻣﻬﻡ ﻏﻳﺭ ﺍﻟﻣﺣﺩﻭﺩ ﻟﻠﻔﻛﺭﺓ ﻧﻔﺳﻬﺎ.
ﺃﻻ ﺃﻥ ﺍﻟﻣﺗﺎﺑﻊ ﺍﻟﻌﺎﺩﻱ ﺳﻳﺯﻭﻝ ﺍﺳﺗﻐﺭﺍﺑﻪ ﺇﺫﺍ ﺃﺧﺫ ﺑﺎﻟﺣﺳﺑﺎﻥ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﻹﺫﻻﻝ ﺍﻟﺷﺩﻳﺩ ﺍﻟﺗﻲ ﻭﻗﻌﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻟﻣﺎﻥ ﺑﻌﺩ ﻫﺯﻳﻣﺗﻬﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﺣﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻣﻳﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ٬ ﻣﺗﻣﺛﻠﺔ ﻓﻲ ﻣﻌﺎﻫﺩﺓ ﻓﺭﺳﺎﻱ ﺍﻟﻣﻬﻳﻧﺔ ﻭﺍﻟﻣﺣﻁﻣﺔ ﻟﻛﺑﺭﻳﺎﺋﻬﻡ. ﺛﻡ ﺟﺎءﺕ ﺃﺯﻣﺔ ﺍﻟﻛﺳﺎﺩ ﺍﻻﻗﺗﺻﺎﺩﻱ ﺃﻭ ﻣﺎ ﻳﺳﻣﻰ ﺍﻟﻛﺳﺎﺩ ﺍﻟﻛﺑﻳﺭ ﺍﻟﺫﻱ ﺿﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﻭﻛﺎﻥ ﺗﺄﺛﻳﺭﻩ ﻋﻠﻰ ﺃﻟﻣﺎﻧﻳﺎ ﺭﻫﻳﺑﺎً ﻭﻣﺅﻟﻣﺎً. ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻌﻭﺍﻣﻝ ﺳﻬﻠﺕ ﺗﻘﺑﻝ ﺍﻟﺷﻌﺏ ﺍﻷﻟﻣﺎﻧﻲ ﻷﻱ ﻓﻛﺭﺓ ﺗﺧﻠﺻﻪ ﻣﻣﺎ ﻫﻭ ﻓﻳﻪ٬ ﻓﻛﺎﻧﺕ ﺍﻟﻧﺎﺯﻳﺔ *ﺍﻟﺗﻲ ﺟﻌﻠﺕ ﻣﻥ ﺳﻣﻭ ﺍﻟﻌﺭﻕ ﺍﻵﺭﻱ ﻋﻧﺻﺭﺍً ﻣﺭﻛﺯﻳﺎً ﻓﻲ ﺃﻳﺩﻟﻭﺟﻳﺗﻬﺎ* ﻫﻲ ﺍﻟﻣﺧﻠﺹ ﻟﻠﺷﻌﺏ ﺍﻷﻟﻣﺎﻧﻲ.
ﺍﻟﺑﺣﺙ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﻛﺭ ﺍﻟﻧﺎﺯﻱ ﻭﺟﺭﺍﺋﻣﻪ ﻭﻁﺭﻕ ﺇﺩﺍﺭﺗﻪ ﻟﻠﺳﻳﺎﺳﺔ ﺍﻟﺩﺍﺧﻠﻳﺔ ﻭﺍﻟﺧﺎﺭﺟﻳﺔ ﻭﻋﻼﻗﺗﻪ ﻣﻊ ﻏﻳﺭ ﺍﻟﻣﻧﺗﻣﻳﻥ ﻟﻠﻌﺭﻕ ﺍﻵﺭﻱ *ﻛﻣﺎ ﺗﺻﻧﻔﻬﻡ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻔﻛﺭﺓ* ﻭﺷﺧﺻﻳﺔ ﺍﻟﺳﻭﺑﺭﻣﺎﻥ ﻭﺍﻟﺭﺟﻝ ﺍﻟﺧﺎﺭﻕ ﻭﺍﻹﻟﻪ ﺍﻟﻔﺎﻧﻲ٬ ﻛﻠﻬﺎ ﻣﻣﺗﻌﺔ ﺷﻳﻘﺔ ﻭﺗﺷﺑﻊ ﻓﻲ ﻧﻔﺳﻳﺔ ﺍﻟﻘﺎﺭﺉ ﻧﻬﻣﺎً ﻓﻲ ﻣﺟﺎﻻﺕ ﻛﺛﻳﺭﺓ ﻣﺗﺩﺍﺧﻠﺔ ﻛﺎﻟﺳﻳﺎﺳﺔ ﻭﺍﻟﺳﻠﻭﻙ ﻭﻋﻠﻡ ﺍﻻﺟﺗﻣﺎﻉ٬ ﻟﻛﻥ ﻫﺫﺍ ﻟﻳﺱ ﺍﻟﻣﻘﺎﻡ ﺍﻟﺣﺩﻳﺙ ﻋﻥ ﺫﻟﻙ. ﺇﻧﻣﺎ ﺍﻟﺣﺩﻳﺙ ﻫﻧﺎ ﻋﻥ ﻛﻳﻑ ﺗُﻘﺑﻝ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻔﻛﺭﺓ ﻭ ﻛﻳﻑ ﻳﺳﺗﻣﺎﺕ ﻣﻥ ﺃﺟﻠﻬﺎ٬ ﻭﻫﻭ ﻣﺎ ﻳﻣﻛﻥ ﺃﻥ ﻳﻭﺻﻑ ﺑﺎﻟﻣﺯﺍﺝ ﺍﻟﻌﺎﻡ.
ﺍﻟﺷﻌﺏ ﺍﻷﻟﻣﺎﻧﻲ ﺑﻌﺩ ﺇﺫﻻﻟﻪ ﻭﻓﻘﺭﻩ ﻭﻫﺯﻳﻣﺗﻪ ﻛᦦﻥ ﻳﺑﺣﺙ ﻋﻥ ﻋﺯﻩ ﺍﻟﻣﻔﻘﻭﺩ٬ ﻭﻓﻛﺭﺓ ﺍﻟﻧﺎﺯﻳﺔ ﻫﻲ ﺍﻟﻔﻛﺭﺓ ﺍﻟﺗﻲ ﻧﺎﺳﺑﺕ ﺗﻁﻠﻌﺎﺗﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺯ ﻭﺍﻟﺛﺄﺭ ﻣﻣﻥ ﺃﺫﻟﻪ٬ ﻓﺭﻛﺏ ﻣﻭﺟﺗﻬﺎ ﺣﺗﻰ ﺃﻟﻘﺗﻪ ﻓﻲ ﻫﺯﻳﻣﺔ ﺃﺷﻧﻊ ﻣﻥ ﺳﺎﺑﻘﺗﻬﺎ ﻣﻊ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺃﺳﻭﺩ٬ ﻭﺳﻳﺑﻘﻰ ﻣﻊ ﺍﻷﺟﻳﺎﻝ ﺍﻷﻟﻣﺎﻧﻳﺔ ﻭﺻﻣﺔ ﻋﺎٍﺭ ﻟﻬﺎ ﺗﺩﻓﻊ ﺑﺳﺑﺑﻪ ﺍﻟﻛﺛﻳﺭ ﺣﺗﻰ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻳﻭﻡ.
ﻟﻛﻝ ﺃﻣﺔ ﻣﺯﺍﺝ ﻋﺎﻡ ﻳﺣﺩﺩ ﻣﺩﻯ ﻧﺟﺎﺡ ﺍﻟﻔﻛﺭﺓ ﺍﻟﺗﻲ ﺗﻁﺭﺡ ﻋﻠﻳﻬﺎ٬ ﻭﻫﺫﻩ ﻟﻌﺑﺔ ﺳﻳﺎﺳﻳﺔ ﻳﺟﻳﺩ ﺍﺳﺗﺧﺩﺍﻣﻬﺎ الناجحون ﻓﺗﺟﺩﻩ ﻳﺗﺑﻧﻰ ﺣﻠﻣﺎً ﻳﺑﺷﺭ ﺑﻪ ﻳﺗﻧﺎﺳﺏ ﻣﻊ ﻧﻔﺳﻳﺎﺕ ﻭﻣﺯﺍﺝ ﻣﻥ ﻳﺩﻋﻭﻫﻡ ﺇﻟﻳﻪ.
ﺣﻳﻥ ﺑﺩﺃ ﺻﻼﺡ ﺍﻟﺩﻳﻥ ﺍﻟﺗﺣﺿﻳﺭ ﻟﻔﺗﺢ ﺍﻟﻘﺩﺱ ﻭﺗﻁﻬﻳﺭﻫﺎ ﻣﻥ ﺍﻟﺻﻠﻳﺑﻳﻥ٬ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻣﺯﺍﺝ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻟﻠﻣﺳﻠﻣﻳﻥ ﻭﺍﻟﻌﺭﺏ ﻓﻲ ﺗﻠﻙ ﺍﻟﻔﺗﺭﺓ ﻣﻊ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻔﻛﺭﺓ٬ ﻓﺎﺟﺗﻬﺩ ﺭﺣﻣﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺷﺭ ﺳﻧﻭﺍﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﺗﺣﺿﻳﺭ ﺣﺗﻰ ُﻭﻓﻕ٬ ﻭﺳﺎﻧﺩﺗﻪ ﺍﻷﻣﺔ ﺑﻘﺿﻬﺎ ﻭﻗﺿﻳﺿﻬﺎ. ﺇﻥ ﻛﻝ ﻣﺎ ﻓﻌﻠﻪ ﺻﻼﺡ ﺍﻟﺩﻳﻥ ﻫﻭ ﺗﺑﻧﻳﻪ ﻟﻠﻣﺯﺍﺝ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻟﺷﻌﺏ ﺍﻟﻣﻧﻁﻘﺔ ﻭﺍﻟﻭﻗﻭﻑ ﺧﻠﻑ ﺗﻁﻠﻌﺎﺕ ﺃﻣﺗﻪ ﻭﺇﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﻌﺟﻠﺔ ﻧﺣﻭ ﺍﻟﺗﻐﻳﻳﺭ ﺍﻟﺫﻱ ﺗﻁﻣﺢ ﻟﻪ٬ ﻓﻛﺎﻧﺕ ﺍﻟﻧﺗﺎﺋﺞ ﻣﺑﻬﺭﺓ ﻭﻏﻳﺭ ﻣﺗﻭﻗﻌﺔ ﻓﻲ ﺯﻣﻥ ﺑﺳﻳﻁ ﺟﺩﺍً ﻻ ﻳﻛﺎﺩ ﻳﺫﻛﺭ ﻓﻲ ﻋﻣﺭ ﺍﻟﺷﻌﻭﺏ ﻭﺍﻷﻣﻡ.
ﺃﺳﺱ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺣﺳﻥ ﺍﻟﺑﻧﺎ ﺣﺭﻛﺔ ﺍﻹﺧﻭﺍﻥ ﺍﻟﻣﺳﻠﻣﻳﻥ ﻋﺎﻡ ۱۹۲۸ﻡ ﺑﻌﺩ ﺇﻟﻐﺎء ﺍﻟﺧﻼﻓﺔ٬ ﻓﻧﺎﺳﺑﺕ ﻣﺯﺍﺟﺎً ﻋﺎﻣﺎً ﻋﻧﺩ ﺍﻷﻣﺔ ﻓﻲ ﺍﺳﺗﺭﺟﺎﻉ ﺧﻼﻓﺗﻬﺎ٬ ﻭﺍﻟﺗﻲ ﺗﺭﺍﻫﺎ ﻗﺩ ُﺳﻠﺑﺕ ﻣﻧﻬﺎ ﺑﺗﺂﻣﺭ ﻗﻭﻯ ﺍﻟﻛﻔﺭ ﻭﺍﻟﻐﺩﺭ ﻭ ﺗﻅﺎﻓﺭ ﺟﻬﻭﺩ ﺃﻋﺩﺍء ﺍﻷﻣﺔ ﻋﻠﻳﻬﺎ. ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺭﺅﻯ ﺍﻟﺑﺳﻳﻁﺔ ﻳﻣﻛﻧﻬﺎ ﺍﻟﺭﻭﺍﺝ ﺑﺳﻬﻭﻟﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻣﺟﺗﻣﻌﺎﺕ ﺍﻟﻣﻬﺯﻭﻣﺔ ﺍﻟﺗﻲ ﺗﺭﻣﻲ ﻗﺻﻭﺭﻫﺎ ﻠﻰ ﺍﻵﺧﺭﻳﻥ. ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻧﻔﺳﻳﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ *ﺃﻭ ﺍﻟﻣﺯﺍﺝ ﺍﻟﻌﺎﻡ* ﻫﻭ ﻣﺎ ﺟﻌﻝ ﺣﺭﻛﺔ ﺍﻹﺧﻭﺍﻥ ﺗﻧﺟﺢ ﻭﺗﺻﺑﺢ ﻣﻥ ﺃﻛﺑﺭﺍﻟﻔﻭﺍﻋﻝ ﺍﻟﺳﻳﺎﺳﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺭﺡ ﺍﻷﺣﺩﺍﺙ ﻓﻲ ﻣﺻﺭ ﻭ ﺧﺎﺭﺝ ﻣﺻﺭ٬ ﺑﻝ ﻣﺎﺯﺍﻟﺕ ﺣﺗﻰ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺗﺎﺭﻳﺦ ﻣﻥ ﺃﻗﻭﻯ ﺍﻟﺟﻣﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﻔﺎﻋﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺭﺡ ﺍﻷﺣﺩﺍﺙ ﻓﻲ ﻋﺩٍﺩ ﻣﻥ ﺍﻟﺩﻭﻝ ﺍﻟﻌﺭﺑﻳﺔ.
ﻋﻧﺩﻣﺎ ﻗﺎﻡ ﺍﻟﺷﺭﻳﻑ ﺣﺳﻳﻥ ﺑﺛﻭﺭﺗﻪ ﺍﻟﻌﺭﺑﻳﺔ٬ ﻛﺎﻥ ﻳﺗﺑﻧﻰ ﻣﺯﺍﺟﺎً ﻋﺭﺑﻳﺎً ﻗﺎﺋﻣﺎً ﻋﻠﻰ ﺃﺣﻘﻳﺔ ﺍﻟﻌﺭﺏ ﻓﻲ ﺇﻗﺎﻣﺔ ﺧﻼﻓﺔ ﻋﺭﺑﻳﺔ ﺩﻭﻥ ﺍﻷﺗﺭﺍﻙ. ﻛﺎﻧﺕ ﺗﺟﺎﻭﺯﺍﺕ ﺍﻷﺗﺭﺍﻙ ﻓﻲ ﺁﺧﺭ ﻓﺗﺭﺍﺕ ﺣﻛﻣﻬﻡ٬ ﻭﻣﻌﺎﻣﻠﺗﻬﻡ ﻟﻠﻌﺭﺏ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻬﻡ ﻣﻭﺍﻁﻧﻭﻥ ﻣﻥ ﺍﻟﺩﺭﺟﺔ ﺍﻟﺛﺎﻧﻳﺔ ٬ ﻣﻊ ﺗﻌﺎﺭﺽ ﺫﻟﻙ ﻣﻊ ﺍﻵﻧﻔﺔ ﺍﻟﻌﺭﺑﻳﺔ ﺍﻟﻣﻌﺭﻭﻓﺔ٬ ﻛﻝ ﺫﻟﻙ ﺟﻌﻝ ﻣﻥ ﺍﻟﻣﻧﺎﺩﺍﺓ ﺑﺎﻟﺧﻼﻓﺔ ﺍﻟﻌﺭﺑﻳﺔ ﻭﻣﻥ ﺃﺳﺭﺓ ﺗﻧﺗﻣﻲ ﻟﻠﻧﺳﺏ ﺍﻟﺷﺭﻳﻑ ﻁﻭﻗﺎً ﻳﻣﻛﻥ ﻟﻠﻌﺭﺏ ﺃﻥ ﻳﺗﺧﻠﺻﻭﺍ ﻓﻳﻪ ﻣﻥ ﺭﺑﻘﺔ ﺍﻟﺳﻳﻁﺭﺓ ﺍﻟﺗﺭﻛﻳﺔ ﺑﺑﻧﺎء ﺩﻭﻟﺗﻬﻡ ﻭﺧﻼﻓﺗﻬﻡ ﻛﻣﺎ ﻳﻁﻣﺣﻭﻥ. ﻭﻫﺫﺍ ﻣﺎ ﺳﺎﻋﺩ ﻓﻲ ﺗﻘﺑﻝ ﺍﻟﺷﻌﻭﺏ ﺍﻟﻌﺭﺑﻳﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻣﻧﻁﻘﺔ ﻟﻣﺑﺩﺃ ﺍﻟﺧﻼﻓﺔ ﺍﻟﻌﺭﺑﻳﺔ٬ ﻧﻅﺭﺍً ﻻﻋﺗﻘﺎﺩﻫﻡ ﺑﺄﺣﻘﻳﺗﻬﻡ ﺍﻟﺗﺎﺭﻳﺧﻳﺔ ﻓﻲ ﺣﻛﻡ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻣﻧﻁﻘﺔ ﺑﺎﻟﻁﺭﻳﻘﺔ ﺍﻟﻌﺭﺑﻳﺔ ﺍﻟﻘﺩﻳﻣﺔ.
ﻫﺫﻩ ﺍﻷﻣﺛﻠﺔ ﻟﻳﺳﺕ ﻟﻠﺣﺻﺭ٬ ﻭﻟﻛﻥ ﻟﻠﺗﺩﻟﻳﻝ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻣﺯﺍﺝ ﺍﻷﻣﺔ ﻣﻬﻡ ﺟﺩﺍً ﻓﻲ ﺗﻘﺑﻝ ﺍﻟﻔﻛﺭﺓ ﻭﻧﺟﺎﺣﻬﺎ ٬ ﻭﺃﻥ ﺍﻟﺫﻛﻲ ﻳﻌﺭﻑ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻣﺟﺎﻝ ﻭﻳﺟﻌﻝ ﺗﺣﺭﻛﺎﺗﻪ ﻣﺗﻭﺍﻓﻘﺔ ﻣﻌﻪ٬ ﻓﻬﻭ ﻻ ﻳﻘﻭﻡ ﺑﺻﻧﻊ ﺍﻟﻌﺟﻠﺔ ﻣﻥ ﺍﻟﺻﻔﺭ٬ ﺑﻝ ﻳﻘﻭﻡ ﺑﺈﺩﺍﺭﺗﻬﺎ ﻭﺗﺣﺭﻳﻛﻬﺎ ﻓﻘﻁ٬ ﻭﻫﺫﺍ ﻣﺎ ﻫﻭ ﻋﻠﻳﻪ ﺍﻟﻛﺛﻳﺭ ﻣﻥ ﺍﻟﺳﺎﺳﺔ ﺍﻟﻧﺎﺟﺣﻳﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﻋﻠﻰ ﻣﺭ ﺍﻟﺗﺎﺭﻳﺦ.
ﺃﻣﺎ ﺍﻟﺳﻳﺎﺳﻲ ﺍﻟﻘﺎﺋﺩ ﻓﻳﺫﻫﺏ ﺇﻟﻰ ﺃﺑﻌﺩ ﻣﻥ ﺫﻟﻙ ﻭﻫﻭ ﺃﻥ ﻳﺗﺑﻧﻰ ﻫﻭ ﻧﻔﺳﻪ ﺣﻠﻣﺎ ﺛﻡ ﻳﺟﻌﻝ ﺍﻷﻣﺔ ﺗﺗﺑﻧﻰ ﻣﺯﺍﺟﻪ ﻭ ﺣﻠﻣﻪ ﺑﺎﻟﺗﺑﺷﻳﺭ ﻭﺍﻟﻣﻛﺎﻓﺣﺔ ﻓﻲ ﺇﻳﺻﺎﻝ ﺍﻟﻔﻛﺭﺓ ﻭ ﺍﻟﻣﺛﺎﺑﺭﺓ ﻓﻲ ﻧﺷﺭﻫﺎ ﻭﻳﻘﻧﻊ ﺍﻷﻣﺔ ﺑﻭﺍﻗﻌﻳﺗﻬﺎ ﻭﻧﺟﺎﻋﺗﻬﺎ. ﻭﻫﺫﺍ ﻣﺎ ﺣﺻﻝ ﻣﻊ ﻣﺣﻣﺩ ﺍﻟﻔﺎﺗﺢ ﻓﻲ ﻓﺗﺢ ﺍﻟﻘﺳﻁﻧﻁﻳﻧﻳﺔ٬ ﺣﻳﺙ ﺗﺑﻧﻰ ﻓﻛﺭﺓ ﺍﻟﻔﺗﺢ ﺍﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧﺕ ﻋﺻﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﻥ ﻛﺎﻥ ﻗﺑﻠﻪ٬ ﻭﻻ ﺃﺩﻝ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻙ ﻣﻥ ﺍﻟﻐﺯﻭﺍﺕ ﺍﻟﻛﺛﻳﺭﺓ ﻓﻲ ﺳﺑﻳﻝ ﺍﻟﺳﻳﻁﺭﺓ ﻋﻠﻳﻬᥴ. ﻧﻌﻡ ﻛﺎﻥ ﻓﺗﺢ ﺍﻟﻘﺳﻁﻧﻁﻳﻧﻳﺔ ﻣﻭﺟﻭﺩﺍ ﻛﺄﻣﻧﻳﺔ ﺗﻐﺫﻳﻬﺎ ﺑﻌﺽ ﺍﻵﺛﺎﺭ ﺍﻟﻧﺑﻭﻳﺔ ﺍﻟﻣﺑﺷﺭﺓ ﺑﺎﻟﻅﻔﺭ ﻓﻳﻬﺎ٬ ﻟﻛﻧﻬﺎ ﻟﻡ ﺗﻛﻥ ﻣﻭﺟﻭﺩﺓ ﻛﺭﻏﺑﺔ ﺣﻘﻳﻘﻳﺔ ﻓﻲ ﻣﺯﺍﺝ ﻋﺎﻡ. ﺟﺎء ﻣﺣﻣﺩ ﺍﻟﻔﺎﺗﺢ ﻭﺃﻧﺷﺄ ﺣﻠﻣﻪ ﺑﻧﻔﺳﻪ ﻭﺟﻌﻝ ﺍﻷﻣﺔ ﺗﺗﺑﻧﻰ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺣﻠﻡ٬ ﺛﻡ ﻗﺎﺩﻫﺎ ﺑﻧﻔﺳﻪ ﺇﻟﻳﻪ٬ ﻣﻣﺎ ﺧﻠﺩﻩ ﻛﺄﺣﺩ ﺃﻋﻅﻡ ﺍﻟﻘﺎﺩﺓ ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗﻭﻯ ﺍﻟﺑﺷﺭﻳﺔ ﻗﺎﻁﺑًﺔ٬ ﻭﻟﻳﺱ ﻋﻧﺩ ﺍﻟﻣﺳﻠﻣﻳﻥ ﻓﻘﻁ.
ﺑﻌﺩ ﻛﻝ ﺫﻟﻙ٬ ﻫﻝ ما يحصل ﺃﺧﻳﺭﺍً ﻓﻲ ﻣﺟﺗﻣﻌﺎﺗﻧﺎ ﺍﻟﺧﻠﻳﺟﻳﺔ ﻣﻭﺍﻓﻕ ﻟﻠﻣﺯﺍﺝ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺃﻡ ﻳﺧﺎﻟﻔﻪ؟ ﻭﻫﻝ ﻫﻭ ﺣﻠﻡ ﻳﻣﻛﻥ ﻟﻠﺳﻳﺎﺳﻲ ﺍﻟﻘﺎﺋﺩ ﺃﻥ ﻳﺟﻌﻝ ﺍﻟﺷﻌﻭﺏ ﺍﻟﺧﻠﻳﺟﻳﺔ ﺗﺗﺑﻧﻰ ﺍﻟﻔﻛﺭﺓ؟ ﺃﻡ ﺃﻥ ﺍﻟﺣﺎﺻﻝ ﻣﺟﺭﺩ ﺍﻧﻔﺻﺎﻝ ﺟﺩﻳﺩ ﻋﻥ ﺗﻁﻠﻌﺎﺕ ﺍﻟﺷﻌﻭﺏ ﻭﺭﻏﺑﺗﻬﺎ ﻭﻣﺯﺍﺟﻬﺎ ﺍﻟﻌﺎﻡ ؟ام ان تطلعات شعوبنا تساق بافكار خارجيه ونسير نحوها ترجمتها.
ﺃﺳﺋﻠﺔ ﺳﺗﺟﻳﺏ ﻋﻧﻬﺎ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﺍﻟﻘﺭﻳﺑﺔ ﺍﻟﻘﺎﺩﻣﺔ ﺑﺷﻛﻝ ﻭﺍﺿﺢ ﻭﺟﻠﻲ.
سلمان ال فريج
تويتر :salman_alfreej