انتخابات بلدية بدون مفطحات !
في الانتخابات البلدية السابقة لم تكن شبكات التواصل الاجتماعية بهذا الزخم الذي نعايشه الآن ، فكانت الحملات الانتخابية من خلال الإنترنت محدودة جداً، وكانت المخيمات في الشوارع أو الاستراحات هي سيدة الموقف ،وفيها صور كبيرة للمرشحين فوق كل خيمة وفي كل شارع ، وهذا حق مشروع لكل من يرشح نفسه للتعريف بنفسه في دائرته الانتخابية ولكن ليس من المنطق أن يقوم المرشح بالإسراف في الوعود التي لا يستطيع ولايقدر على تنفيذها ،كأن يعد الناخبين بأراضٍ ،وأحياناً أراضٍ على شارعين . هذه وعود كاذبة لأي مرشح كان؟! المفاطيح كانت منتشرة في مقرات المرشحين ، ولم تتوقف أساليب جذب الناخبين عند هذا الحد بل تعدته إلى جذب بعض المشاهير من «الدعاة» لكي يلقوا محاضرات وعظات ، وهي دعايات للمرشح بمبالغ مدفوعة الثمن ؟! إلى جانب الولائم التي تقدم كل ساعتين لضيوف الانتخابات في تلك المخيمات والاستراحات . البعض من المرشحين أغنياء ، فالبعض منهم من تجار العقار ،والبعض الآخر من أصحاب المؤسسات والشركات ، والبعض الآخر من أصحاب مؤسسات تأجير السيارات ،أما نحن المنتَّفين ممن قضينا عمرنا بالعلم والتعليم فاكتفينا بالدعاء لله العلي القدير أن يرزقنا الفوز بالانتخابات ولو بالتزكية ؟! فنحن لا نستطيع تقديم وعود كاذبة بإعطاء الناخبين أراضي ولا غيرها من الوعود التي لا نستطيع تحقيقها والنتيجة التي حصلتُ عليها عدة مئات من الأصوات لا تتعدى الأربعمائة من الأصوات ؟! فخرجتُ من المولد بلا حمص بل حتى أصحاب المفطحات خسروا أيضا هذه الانتخابات والسبب يعود إلى أمرين : أولاً قلة وعينا بالانتخابات فكانت المرة الأولى التي ندخل فيها الانتخابات، والذي فاز في الدائرة الانتخابية التي تقدمت بها هم سعوديون ممن قدموا من بلدان لديها انتخابات واستوطنوا مرة أخرى في بلدهم الأصلي .. ماذا عملوا ؟! قاموا بجمع أعداد كبيرة من الناخبين الموالين لهم وسجلوهم في الدائرة الانتخابية المرشحين فيها لكي يضمنوا ويضعوا في الجيب آلاف الناخبين عند فتح باب الاقتراع ، الأمر الثاني أنهم عملوا تكتلاً مع جماعات دينية ، بعبارة أخرى أكثر دقة أنهم تبادلوا الأصوات فيما بينهم يعني شيلني وأشيلك ، أعطني وأعطيك فضمنوا الفوز قبل فرز النتائج .
الإخوان المسؤولون عن الانتخابات عليهم الانتباه لهذا التكتل غير المحمودة عواقبه لأننا أمام وطن يمنع فيه إقصاء وتهميش المواطنين بهذه الطريقة غير العادلة البتة؟!
sultama@hotmail.com
twitter : @alangari_sultan
09-01-2015 11:46 الثلاثاء
0
0
18136