(الدلم) بلا مهرجان صيفي.. لماذا؟
تحفل صحفنا الورقية بالعديد من التغطيات لمهرجانات الصيف في شتّى أرجاء الوطن، إضافة إلى الفعاليات والملتقيات الدينية والشبابية التي حوت العديد من فئات المجتمع وأدخلت عليهم الفائدة والبهجة، إلا أننا في مدينة الدلم محجوبون من خارطة المناشط والبرامج السياحية والمهرجانات التي تسهم في رفع الوعي الاجتماعي والثقافي والتي تنسينا وهج الصيف، فلماذا لا تستغل القطاعات الأمنية والإدارية والاجتماعية هذا الفراغ لدى الشباب بتكثيف حملاتها سواء التوعوية بأضرار المخدرات أو مكافحة التدخين أو التسكع دون فائدة أو التفحيط أو الكتابة على الجدران أو محاربة الإرهاب ومكافحة الجرائم الإلكترونية وغيرها كثير للوصول إلى حياة هادئة وسعادة آمنة وثقافة مدروسة وعلم ينتفع به. فالمجال واسع والفرصة مؤاتية والإمكانات متاحة للجميع والميادين فسيحة، فهل نجد الأذن في انتهاز فرص الفراغ والصيف وتحقيق أفضل السبل للوصول إلى ثقافة ترفع من شأن الأفراد وبالتالي المجتمع؟.
إن مدينة الدلم يوجد بها العديد من الفرص الاستثمارية لوقوعها على طريق الجنوب الدولي وعلى مفترق عدة طرق، حيث تربط العاصمة بالمنطقة الشرقية وكذلك المنطقة الجنوبية ودولة اليمن ومناخ استراتيجي للمحاصيل الزراعية والمشاريع الزراعية الأخرى من ألبان ولحوم ودواجن وبها العديد من المشاريع التنموية الحافلة والمصانع والمؤسسات التجارية، حيث يقطنها أكثر من 60 ألف نسمة وتكتظ بجميع الجنسيات والجاليات العربية والإسلامية وهي ممر استراتيجي للمعتمرين والسياح وعاصمة الخرج التاريخية التي تزخر بالعديد من الأماكن التراثية والمعالم التاريخية.
كل ذلك يجعلها موطناً جميلاً وملائماً للسياحة لقربها من العاصمة، فنجد الرمال الذهبية في شرقها والأودية الجميلة في غربها والبساتين في وسطها، حيث تشمل أكثر من 30 حياً وقرية وهجرة.
إنها دعوة للجميع وفرصة للعزاب والعوائل أن يتقطعوا جزءاً من يومهم لزيارة الدلم والوقوف على معالمها الجاذبة، فهي لا تبعد عن الرياض سوى 100كم عبر طريق (الرياض - الخرج) ومن ثم الإنحناء يمنياً عند مخرج (كوبري 6) باتجاه الحوطة والأفلاج ووادي الدواسر قبل أن تصل لمدينة السيح بـ14كم تقريباً حيث تحط بك القافلة في إحدى ربوع الوطن لترى الآثار تعانق النخيل السامقة وتتجول داخل المزارع الرائعة ومن ثم تخرج للضواحي لتجد المنتزهات والمشاريع والبراري وتسجل في ذاكرة الزمن زيارة ذات بعد سياحي. علماً أن مواطنيها من سماتهم الترحيب بالقادم والتوديع للمسافر وإلقاء التحية للعابر. فمرحباً بالجميع لزيارة ندعوا لها من هذا المنبر. ونخص أسرة جريدة الجزيرة لتكتب وتصور ومن ثم تنشر حقائق وأرقام عن مصيف مُغَيَّب ومدينة مثالية تُعلمك أنها واجهة حضارية من ربوع هذا الوطن الكبير. فهل ننتظر هذه البادرة الطيبة؟ وهل نبقى على أحر من الجمر لاستقبال الضيوف والاحتفاء بهم؟ ونقل صورة واقعية لمدينة التاريخ والعلم والزراعة؟
هذه دعوة لزيارة الدلم ومنطلقاً لعموم مدن مملكتنا الحبيبة.