رحمك الله يا أمي ..
رحلت أمي من الدنيا وذهبت روحها الطاهرة إلى من تولى خلقها ، ومحياها ، ومماتها ، إلى ربها جل في علاه ، الرحيم ، الحي القيوم ، ذو الفضل ، والمغفره ، والعفو ، والاحسان ..
في يوم الأثنين الموافق 25 /10/1436هـ - انتقلت ( أمي ) رحمها الله تعالى وأحسن مثواها إلى جوار ربها وفاضت روحها وهي على ( يدي ) فكانت تلك اللحظات من أصعب وأجل لحظات عمري ولا نقول إلا ما يرضى ربنا ( إنا لله وإنا اليه راجعون ) .
حاولت أن أجمع حروفي وأنثرها على صفحاتي كعبارات تليق بك يا ( أمي ) فلم أجد أجمل من عبارة ( رحمك الله يا أمي وجمعنا بك في الفردوس الأعلى من الجنة ) ..
اللهم أغفر لأمي وأرحمها برحمتك ، وتقبلها من الشهداء عندك ، وأجعل قبرها روضة من رياض الجنة ومد لها في قبرها مد بصرها ، ويمن كتابها وأجعل ما أصابها كفارة لها ، اللهم أرض عنها ورضها وأفسح لها في قبرها نوراً وأرها مقعدها من الجنة ، اللهم إنها ماتت وهي بك موحدة وبرسولك صل الله عليه وسلم مؤمنه ، اللهم إنها لم تشرك بك أحداً سواك ، اللهم أنها صابرة محتسبة لما أصابها وترجو ما عندك يارب العالمين ، اللهم أكرم نزلها ووسع مدخلها وآنس وحشتها ياحي ياقيوم ..
اللهم وأرحم موتانا وموتى المسلمين ، اللهم من ماتت له أم ، فأغفرها لها وتب عليها وأكرم نزلها وأعلى مقامها في عليين ، وأجبر مصابه وأربط على قلبه وأجمعه بها في دار كرامتك ومستقر رحمتك ، ربنا أرحمهم كما ربونا صغارا ، ربنا أغفر لنا ولوالدينا ، ربنا وأجمعنا بهم في جنة الخلد يا واسع العطاء والفضل ، اللهم أحسن لنا الختام في هذه الدنيا الفانية وأقبضنا وأنت راض عنا غير غضبان وأدخلنا الجنة مع الأبرار ولا تخزنا يوم يبعثون ..
وصل اللهم وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصبحة وسلم ..
فاصله ،،
إلى كل إنسان مسلم مازالت أمه على قيد الحياة ..
أقول له : استثمر برها واغتنم فرصة وجودها ( فإن الام ) وصية الرحمان فلك أن تتخيل الدنيا بدونها صدقني أن ( الأم ) نعمة من أجل النعم وأثمنها وأعظمها فبادر بالبر بها والحرص عليها وتقبيل يديها وقدميها فوالذي نفسي بيده إن فقدان الأم ( مصيبة وأي مصيبة ) .
أخي الكريم :
لم يوصي النبي صل الله عليه وسلم بالأم ، والأب عبثاً بل أوصى بهم لرفعة مكانتهم وطيب أثرهم في حياتك فأغتنم فرصة وجودهم ، واحرص على البر برهم لتعيش سعيداً في دنياك وآخرتك ، ولا تنسى والديك بالدعاء أحياء كانوا أو أمواتاً ، فوالله أنهم بحاجة إلى دعائك واستغفارك لهما ، فردد دائماً وأبداً (رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ ) .