×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.

التحرش بين قيم الجاهلية وقانون الغرب!!


انتشرت في مجتمعنا مؤخراً ظواهر دخيلة لم نعهدها من قبل، وهي ظاهرة التحرش بالفتيات في الأسواق والطرقات، بالرغم من أن بلادنا هي مهد الاسلام، وقبلة المسلمين، ومنبع الرسالة الخالدة، ومأوى أفئدة المؤمنين، والتي ينظر إليها القاصي والداني في شتى أصقاع الأرض بأنها تمثل الإسلام بكل معانيه.
إن بروز مثل هذه الظواهر في المجتمع دليل على خلل في التربية، وتبلد في المشاعر، وخطر يهدد الأمن والاستقرار الذي هو شريان الحياة، فلا حياة مطمئنة دون أن ينعم الجميع بالأمن الذي امتن الله به على قريش بقوله تعالى(الذي أطعمهم من جوعٍ وآمنهم من خوف).
مؤسف أن يكون شاعر الجاهلية "عنترة" الذي لم يعرف الإسلام، ولم يهتدي بنوره، كان لديه من القيم ما يجعله يغض بصره عن جارته عند دخولها وخروجها بقوله:
وأَغُضُّ طرفي ما بدَتْ لي جارَتي.......... حتى يُواري جارتي مأْواها
إني امرؤٌ سَمْحُ الخليقة ِ ماجدٌ...........لا أتبعُ النفسَ اللَّجوجَ هواها
والسؤال الذي يطرح نفسه! قانون التحرش الذي ناقشه مجلس الشورى ـ لماذا لم يتم التصويت عليه بالإجماع؟. ولماذا اختفت ظاهرة التحرش بعد الحكم الرادع الذي تعرض له المتحرشين بالفتيات في طريق النهضة قبل ثماني سنوات ! ثم عادت الظاهرة من جديد؟.
ليتخيل كل منا أن تلك الفتاة التي تُطارد ويتم التحرش بها هي إحدى قريباته" أمه - ابنته- أخته - زوجته" ! ماهي ردة فعله ؟ وكيف سيكون حاله؟.
لماذا استطاع الغرب أن يحد من انتشار ظاهرة التحرش؟ وما الذي جعلها تتنامى بعد الحادثة التي حدثت مؤخراً في مدينة جدة؟.
هل نحن بحاجة إلى سن قانون للحد من هذه الظاهرة ؟ ولماذا لم نفلح حتى الآن في إنتاج جيل يمتلك من القيم الأخلاقية ما يردعه عن ارتكاب تلك الحماقات؟.
تبدو المسؤولية مشتركة بين أطراف القضية: الشاب الذي صدر منه هذه الظاهرة وهو الذي يحمل الوزر الأكبر، والفتاة ذاتها عندما تضع نفسها في المكان الخطأ قريباً من تجمعات الشباب، أو تبدو عليها ظواهر الاغراء في اللبس أو الحركات، وكذا ولي أمر الفتاة الذي سمح لها بالخروج للتسوق وحدها دون أن يرافقها لقضاء حاجاتها، وأخيراً القوانين الرادعة الصادرة من الجهات التشريعية والقضائية.
ولولي الأمر أقول : من ضياع الأمانات عدم القيام بحقوق الفتيات، وانعدام الغيرة على الشرف والعرض، فليس من الغيرة ترك الفتيات يخالطن الرجال في الأسواق والمنتزهات دون حسيب أو رقيب بدعوى الثقة، فإنما تأكل الذئاب القاصية من الغنم، ومن مقاصد الشريعة حفظ الضروريات الخمس" الدين والعرض والمال والنفس والعقل ".
ولقد حرص الاسلام على حماية العرض حتى قال شاعر الاسلام حسان بن ثابت:
أصُون عرضي بمالي لا أُدنسه لا بارك الله بعد العرض في المالِ
أحتال للمال إن أودي فأجمعه ولست للعرض إن أودي بمحتالِ
ختاماً :إن ترك الذئاب البشرية تنهش في أجساد الفتيات في الأماكن العامة بالهمس واللمس دون وجود قوانين رادعة من الجهات التشريعية، قد يغري السفهاء ومن في قلبه مرض بالتمادي بارتكاب المزيد من مثل تلك السلوكيات النكراء! فمن أمن العقاب أساء الأدب، والله من وراء القصد.
 0  0  19735

الأكثر قراءة

سمير المقرن الحادثة التي نشرتها جريدة «اليوم» بداية هذا الأسبوع...

03-17-2010 06:11 الأربعاء

لأول مره التعبير عن التعبير عوض الأحمري منذ أن حملت مع أبناء...

06-28-2010 06:05 الإثنين

نشرت صحيفة «الغد» الأردنية في عددها الصادر يوم 21/2/2010 الإعلان...

03-13-2010 06:52 السبت

المقابلات الشخصية للضرورة أم للمحسوبية مسفر القحطاني...

06-26-2010 10:30 السبت

ترقبوا ؟؟؟ نورة الاحمري لقد كان من كم يوم هدية من خادم...

09-05-2010 11:10 الأحد

لعنة000الكرسي !البعض يعتقد انه الأمر الناهي منذ أن يتسلم مسؤولية...

09-02-2010 11:38 الخميس

محتويات

التربية بالسكاكين

التربية بالسكاكين

سمير المقرن الحادثة التي نشرتها جريدة «اليوم» بداية هذا الأسبوع عن تعرض طالب لم يتجاوز عمره إثني عشر عاماً..

03-17-2010 06:11 الأربعاء   90894
لاول مره التعبير عن التعبير

لاول مره التعبير عن التعبير

لأول مره التعبير عن التعبير عوض الأحمري منذ أن حملت مع أبناء هذا الوطن حقيبة المدرسة وأنا أتلقى و أتلقن مواضيع..

06-28-2010 06:05 الإثنين   98401
وظيفة سعودية في صحيفة أردنية

وظيفة سعودية في صحيفة أردنية

نشرت صحيفة «الغد» الأردنية في عددها الصادر يوم 21/2/2010 الإعلان التالي: «فرصة عمل في المملكة العربية السعودية، مطلوب..

03-13-2010 06:52 السبت   89068
المقابلات الشخصية للضرورة أم للمحسوبية

المقابلات الشخصية للضرورة أم للمحسوبية

المقابلات الشخصية للضرورة أم للمحسوبية مسفر القحطاني دخلت في الآونة الأخيرة عملية إجراء المقابلات الشخصية..

06-26-2010 10:30 السبت   91386

جديد الفيديو