الإنتاج الدرامي نحو الانحدار!!
هل هناك معايير صارمة في إنتاج واختيار الدراما التلفزيونية في الوطن العربي؟ دائماً ما يقفز هذا السؤال مع مواسم الازدهار الدرامي وعادة يكون ذلك في شهر رمضان المبارك الذي تحشد فيه عشرات الأعمال الدرامية والتي يغلب عليها الكم أكثر من الكيف لمجرد التواجد على الشاشة في شهر رمضان حتى لو كان ذلك على حساب رداءة النص المكتوب.
في معظم المؤسسات القائمة على إنتاج الأعمال الدرامية وبثها في الوطن العربي تخضع معايير الإنتاج على التقديرات الشخصية للقائم على العملية الإنتاجية أو على متابعات لوسائل الإعلام الأخرى كالصحافة ومواقع التواصل الاجتماعي التي في معظمها تأتي بمعلومات وأرقام غير صحيحة وممنهجة وبالتالي يمكن أن نقول بأن الإنتاج الدرامي العربي هابط المستوى من جميع الجهات.
إن ما يعرض من أعمال درامية على الشاشة طوال العام يبين وبشكل واضع ضعف النصوص المكتوبة وابتعادها عن واقع الناس وبشكل كبير فما زالت هذه الأعمال تدور حول فلك واحد يتكرر باستمرار فدائماً نلاحظ أغلب الأحداث تدور حول شركة وخلافات بين الأخوان عليها أو عقوق للوالدين أو شاب طائش يشرب الكحول ويتعاطى المخدرات في صورة تكررت منذ زمن بعيد ومللنا منها ومن الخوض فيها وأصبحت هذه الأعمال مفعمة بالحزن وكأن حياتنا الواقعية كلها أحزان ومآسي , نريد أعمال تصور واقعنا الذي نعيشه بعيداً عن التكلف ومحاكاة غير الواقع فضلاً عن الأخطاء البدائية في هذه الأعمال والتي زادت في الفترة الأخيرة وبشكل واضح وفاضح وأصبحت هذه الأخطاء علامة بارزة في الدراما الخليجية فلا يخلو عمل إلا وبه الكثير من السقطات الإخراجية للأسف ، نريد أعمال سهلة الوصول للمتلقي وتلبي احتياجه ورغباته وهذا ما فقد في الأعمال الدرامية كافة والخليجية منها على وجه التحديد التي بالغت في وصف المشاهد بطريقة لا تطاق وبعيدة عن المجتمعات الموجه لها وكأنهم أتوا من مجتمع وواقع غير واقعهم فالمشاهد يريد أن يرى نفسه في هذه الأعمال بعد أن مل من قصص الخيال المميتة التي تتكرر كل عام وبدون جدوى.
ختاماً:
"إذا أردت أن تكسب الناس احترم عقولهم".