نعم لحفظ النعم
ديننا الحنيف علمنا آداب الطعام فأمرنا بالاعتدال ونهانا وحذرنا من التبذير والإسراف فيه قال سبحانه في محكم التنزيل (يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين).
تاريخنا القديم يروي لنا مآسي مرت من الجوع والفاقة حملت الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه أن ينشئ عام 1327هـ داراً للضيافة في ثليم والشميسي والخرج يأكل فيها عامة الناس ويأخذون ما يشاؤون من الأرز إلى منازلهم ، أما اليوم فنحن ولله الحمد في أحسن حال تأتينا خيرات الأرض من كل مكان وبجميع الأصناف وأجودها في وقت تشير فيه تقارير الأمم المتحدة حول الجوع في العالم إلى وجود مليار إنسان يعانون من الجوع وأشارت كذلك أن كمية الطعام المهدرة تصل إلى 1.3 طن سنوياً ، تصل إلى أضعاف ما يحتاجونه لحل أزمة الجوع في العالم.
قبل أيام طرحت شركة الاتصالات السعودية هشتاقاً في موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" أسمته نعم لحفظ النعم وقد لاقى تفاعلاً كبيراً من المغردين في صورة رائعة تبين أهمية المسؤولية الاجتماعية لدى القطاعات والمجتمع بأكمله وأن ما يحدث من إهدار للنعم ورميها في النفايات في الأعراس والعزائم بوجه الخصوص فيه جحود وكفران لنعمة الله فالكرم يكون بحدود المعقول ليس بما نراه الآن من (هياط) وتباهي إن صح التعبير وكأن هذه النعمة دائمة ولا تنقطع فكم من شعوب كانت تتنعم بخيرات الله وهي اليوم بأمس الحاجة إلى قطعة خبز وماء فالنعمة زائلة لا تدوم إلا بالشكر وعدم إهدارها بالصورة التي نراها اليوم فكم من حاوية أمام مطعم امتلأت بالطعام النظيف الذي لم يمس ولو بحثوا عن محتاجين لها لوجدوهم وبكل سهولة أو أن يتم إرسالها للجمعيات الخيرية والتي تنتشر ولله الحمد في كل حي وهم مستعدون لإيصالها للمحتاجين ، فقد كشفت التقارير المحلية أن نسبة هدر الأرز المستهلك في المملكة سنوياً تتراوح ما بين 35 إلى 40% بقيمة تصل إلى 1.6 مليار ريال.
نتمنى أن يتم إقرار برنامج رقابي للاستفادة من بقايا الطعام خاصة الذي لم يمس منه وإيصاله بالطريقة التي تجدي النفع للمجتمع.
ختاماً:
قال صلى الله عليه وسلم "كلوا وتصدقوا وألبسوا في غير إسراف ولا مخيلة"
تميم بن عبدالله باسودان