اشباة الرجال فى انسان
إن المُتأمل لهذه الآيات الصريحة الواضحة يجدها تتحدّث حول التعددية الزوجية والتي حصرها جل شأنه في الأرامل من النساء ومن لديها أيتام تعولهم فالفاء هنا شرطية في قوله فانكحوا والتي سبقتها وإن خفتم ..... فانكحوا
هنا شرط وجواب شرط .. ومتخصصي اللغة العربية لديهم خلفية أكثر مني في هذا الشأن
عموماً لستُ بصدد شرح وتفسير هذه الآيات فهي شارحة ومُفسره لنفسها والمُتأمل جيداً يرى ذلك , وبصراحة ما دعاني للكتابة هذا المقال هو ما قرأته في مجلة إنسان في العدد 32 بتاريخ 15 إبريل 2010 في صفحة 54 و55 و56 وكان عنوان الصفحة ( إضاءة إنسان ) وهو عبارة عن لقاء أجرته المجلة مع عدد ممن اتخذوا التعددية الزوجية على أهوائهم الشخصية لا على مُبررات شرعية . وما آلمني أن هذه المجلة عربية وعلى مستوى كبير من الأهمية وتنشر مثل هذا اللقاء السطحي الذي جانب كثيراً منطق العدل والإنسانية ..
أحدهم متزوج من اثنتين ويقول بكل فكاهة ورحابة صدر على حد تعبير المجلة إجابةً على السؤال لماذا أقدمت على الزوجة الثانية ( لعدم اقتناعي بالزوجة الأولى )
وهنا أتساءل ما المقصود بالاقتناع الذي يبحث عنه !
وانظروا معي مدى التناقض في إجابته هنا حين سُئل ـ ما هي طبيعة المشاكل التي تحدث بين الزوجتين ؟
أجاب : ( الصغرى تُطالب ببيت لوحدها والكبرى تتأفف من وجود الصغرى وحجم المشاكل مربوط بعقلية المرأة والتي قد تُثير الخلافات لمسائل تافهة كما أن الكبرى تتهمني بإعطاء الصغرى مبالغ مالية بالسر ! وهذا حدث بالفعل وأنا أًصرّح به في المجلة لأنه لا مجال للإنكار فقد اعترفت زوجتي الصغرى بأنني أُعطيها مالاً دون علم الكبيرة ... لُتبيّن لها أنها هي الغالية)
هنا يقول تتهمني ثم يقول وهذا صحيح إذن هذا ليس اتهاماً كما يدّعي بل واقع
نسي أن الله قال في مُحكم تنزيله فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أي عقلية وأي منطق يسمح له بامتهان إنسانية زوجته الأولى هل سينشأ أبناءه نشأة طبيعية وسيكونون إخوة يحبون بعضهم البعض ألن تدخل الغيرة إلى قلوبهم من جرّاء قسوته على أمهم واهتمامه بالأخرى!
كيف بمجلة كبيرة تنشر مثل هذا الحوار التافه !
وسأورد لكم إجابات الرجال المُعددين دون ذكر السؤال فقط عليكم بوضع إجاباتهم في ميزان العدل والإنسانية ..
ــ ( منذ شبابي ولديّ قناعة تامة بأنني سوف أتزوج بأكثر من واحدة !
ــ ( اللين ما هو مطلوب في كل أمر )
والرسول صلى الله عليه وسلم يقول الرفق ما كان في شئِ إلا زانه وما نُزع من شئِ إلا شانه
أين أنت أخي من هذا الحديث !
ــ ( إذا أخطأت واحدة يُعاقب الكل )
بأي شرع وبأي عدل وإنسانية ويريدون مجتمعاً راقياً مُتحضراً وعقلية رجاله بهذه الطريقة المُتحجّرة !
ــ (من لديه مقدرة إما في سيارة جديدة أو زوجة جديدة !)
متى كانت المرأة قطعة أثاث أو جماد وإن كانت كما تدّعي لما تؤاخذها وتجري خلفها وهي مجرد جماد ! عجبي لكم معشر الرجال !
ــ (أنا أُشبّه الزواج بكفر السيارة إذا بنشر وجب استبداله !!!!!!)
أمتنع عن التعليق لأنه والله كلام لا يليق بمؤمن عاقل !
ــ ( امسك مجنونك لا يجيك أجن منه !)
ــ (الهروب نص المرجلة والاستراحة حذفة عصا !!)
طبعاً في ظل الاستراحات والشللية تستطيع أن تأخذ عشرين امرأة لأنك غير مسؤول !
لعمري إن المرجلة كما تقول لا تكون بهذه الصورة القبيحة والعقلية المُنحدرة
وعجبي أكثر امتهان كرامة المرأة من قبل مجلة اسمها ( إنسان ) !
يا معشر الرجال لا تنتفخ أوداجكم غضباً من مقالتي إنني أُخاطب تلك الفئة التي لا تستحق أن يُطلق عليها لقب رجال بل أشباه رجال ...
ومن يثور على مقالتي فهو منهم