الإدارة النافعه والإدارة الضاره !
ومع العبر المتتالية والمنذرة والواضحة والفاضحة من ذلك المناخ الضار المضطرب ، إلا أن هناك عوالق تعيق صفاء الأجواء الإدارية في بعض المنشئات الحكومية ، وتلك العوالق إما أن تكون بسبب الجهل ، أو ضعف مخرجات التعليم ، أو غياب الرقابة والمحاسبة ، أو إجادة المدير اللعب على الجميع بأوراق النظام ، أو لأسباب أخرى ، وحتماً أن الضحية من تلك العوالق والاضطرابات الإدارية يدفع ثمنها ( الوطن ومقدراته ، والمواطن ورغباته ، والتنمية وواقعها ) !
تم تعيين المدير الجديد والجميع في ترقب لمعرفة شخصيته وأسلوب إدارته وإذ به يفاجئ الجميع بالأسلوب المتعجرف ، والعنصرية ، والعبث ، والتعالي ، والجهل المركب ، وكثرة الوعود ، والأعذار ..!
هنا من المفترض أن يشار إليه بالاتهام والمحاسبة والعقاب أهو المدير الجديد ؟ أم المسئول الذي قام بتعيينه !؟
(( حتما سنضيع في دوامة من هو المسئول )) !
والسبب دائماً في اختيار المدير الضار إما نتاج مصلحة شخصية ، أو توصية قصريه ، أو لنيل لمآرب يجهلها الجميع !
- فكم من مشاريع متعثرة ( والمتسبب غير معروف وإن عرف فلم تعلن محاسبته في العلن وعبر وسائل الإعلام وماهي العقوبة التي أوقعت عليه ) !؟
- كم من إخفاقات إدارية وطبية وصحية وهدر للمال العام ( والمتسبب مجهول واللجان تتـشكل لترميم الفشل والفساد الإداري على حساب الوطن والمواطن والتنمية ) !
- كم من طرق وشوارع وحدائق ومرافق عامة متهالكة وسيئة ( والمسئول غائب أو غٌيب ولم تعلن محاسبته ) !
المشاريع المتعثرة وسوء الإدارة في بعض المنشئات الحكومية .. كافية لإعلان تأسيس مركز وطني ( المركز الوطني لإعداد الكفاءات الإدارية ) وهو مركز استراتيجي وطني تنموي - لاختيار المدراء في الدوائر والمنشئات الحكومية في جميع المجالات تحت مظلة واحدة وموحدة تقوم بتدريب واختيار الأنسب للقيام بدور المدير العام ، أو المدير الإداري والمالي ، في كافة المواقع بدلاً من التنقل في دوائر مفرغه والتي أفرزت عقول خاوية ، ومشاريع متعثرة ، وترهلات إدارية !!!
كذلك لا يمنع من الاستفادة من خبرات وثقافة خبراء التدريب المعتمد في المملكة والذين يسهمون في رفع سقف التهيئة والوعي لدى المواطنين والموظفين بشكل أو بآخر .
ختاما أقول ..
مستقبل الإدارة النافعة ، والخطوات الناجحة لتنمية الوطن وبناء الإنسان والمكان من وجهة نظري الشخصية هو في إنشاء (المركز الوطني لإعداد الكفاءات الإدارية ) وهذا المركز كفيلاً ومسئولاً عن تدريب ومتابعة ومحاسبة كافة المدراء المعدين للقيام بمهام الإدارة في كافة القطاعات المدنية ، ويقوم المركز بتدريب المدراء المعدين للإدارة وإخضاعهم لدورات مكثفة ومن ثم التعيين والمتابعة والمحاسبه ونلغي بذلك هيئة الفساد التي اصبحت كمقبض الباب !!
ونضمن بذلك العمل الاداري الصحيح والناجح والفعال والمفيد للوطن والمواطن والتنمية على حد سواء ، وليدرك الجميع ان هناك ثواب وعقاب .
وبعد رؤيه نجاح أي مدير .. يكرم ويستفاد منه في مجلس الشورى أو وكيلا لا مارة منطقة ، أو محافظا لمحافظة .. ليخرج الوطن في محصله نهائية وقاعدة اساسيه صحيحة مفادها ( الرجل المناسب في المكان المناسب ) !
سعدي الزهراني