جمالٌ لم نكتشفه بعد !
خَلُصت دراسة يابانية إلى أن فئة دم الانسان ترتبط بصلة وثيقة مع سلوكه الشخصي بعد أن قامت بالتحليل النفسي لأكثر من 700 شخص تم اخضاعهم للدراسة ورؤية مدى جدواها ولأن الدراسة لشعب عملي قد تحظى باهتمام آخر كونها تفند أبعاداً تحاكي اهتمامات المهتمين بالشأن ذاته ، ونحن وبعيداً عن هذه الدراسة قد خَلُصنا إلى أن للمحيطين بنا دور هام وهام جداً للتأثر والتأثير والتفاعل والإنفعال فكم من الشخصيات في حياتنا ما بين قريب وزميل وآخر قد نقابله مرة ثم لا نلتقي به ولكن رسم في أذهاننا انطباعاً جميلاً يعكس جمال روحه وسمو خلقه فيزور الذاكرة من حين لآخر ونتبعها ( الله يذكره بالخير ) ونتعلم منه ولو درساً واحداً سيفيدنا عمراً.
حياتنا وإن كانت لنا إلا أنها ليست قصراً علينا فلزاماً نلتقي هذا ونتعامل مع الآخر ونضطر أحياناً للدخول في دهاليز الحياة وسراديبها فنتعلم دروساً تغني عن سنين على مقاعد الحياة !
قلة ممن يحيطون بنا يملكون ( الإيجابية ) فتسعد بالحوار معه وتسعد بالتعامل معه وتسعد بأنك مستقبلاً ستواصل التعامل معه لأنه هو الآخر لجمال روحه ـ أيضاً ـ يرى فيك الإيجابية التي نفتقدها في زمن أصبح اليأس صفة ملازمة للنفوس فيثقلك بأوهامه وتفتر عزيمتك من سلبيته وأفكاره فيكون حينها أمامنا أحد الخيارين إما أن نخرجه من عالمه المحبط ونحاول غرس التفاؤل فيه أو نلوذ بأنفسنا وننقذ نفسياتنا وعزائمنا ونخرجها إلى حيث ينبغي أن نكون وتكون سمواً ونجاحاً وتميزاً .
الإيجابيون قد أبخسهم حقهم إن شبهتهم بالوقود ولكن لا أجد بُداً من وصفهم به فهم المحرك ـ بعد الله ـ للعزائم والدافع لتوالي النجاحات وتحدي الصعاب فكم من متميز/ة لم يكن الإحباط أو عدم تقدير الآخرين له عائقاً أمامه لأنه يدرك تماماً أن كل ما يقدمه يقدمه لنفسه ثم لمن يعنيه أمره وطناً وأهلاً وأحبة بل وزاد من تميزه أن بث روح الحماسة والعطاء في نفوس من حوله فعلاً وقولاً وقلماً جميلاً يترجم ذاته الأجمل .
في عالم لا ينقصه من الهموم شيء تتوالى علينا الصراعات والانقسامات والفتن من كل حدب وصوب نحتاج لأن نكون أكثر تفاؤلاً ونتمسك بالإصرار على أن نكون أفضل مما نحن عليه الآن ؛ نحتاج نفوساً جميلة تحمل على كف أملاً وتحمل على الإخرى ضماداً .
نفسك المشرقة بالأمل المصرة على النجاح المستمرة في العطاء هي سر تميزك ولا تنس أن الابتسامة رسالة توجهها لمن تقابلة أن ثمة جمال في الحياة لم نكتشفه بعد فربما كان في نفس أخرى كانت ابتسامتك سر نجاحها .. فلا تتردد وكافئ نفسك بما تستحق اليوم ومستقبلاً بإذن الله .. لا تترك ذاتك لقمة سائغة لهموم الدنيا واتخذ من الإيجابية شريكك الذي لا تمل مرافقته .
بقي أن أقول إن وجود أشخاص مؤثرين في حياتنا أمر جد مهم ولكن يبقى الأهم هو ذاتك فلا تربط نجاحها بأحد وكن أنت الداعم لها بعد التوكل على الله وكن مؤثراً على يومك محفزاً لنفسك مستقبلاً ولا تنس نصيب الآخرين من كعكة نجاحك .. اقتسمها معهم .
دمتم في خير .. وإلى خير ،،
عزيزة القعيضب