استغلال المتطوعين
يعد العمل التطوعي وحجم الانخراط فيه رمزاً من رموز تقدم الأمم وازدهارها ، فالأمة كل ما زادت في التقدم والرقي ازداد انخراط مواطنيها في أعمال التطوع الخيري كما يعد الانخراط في العمل التطوعي مطلب من متطلبات الحياة المعاصرة التي أتت بالتنمية والتطور السريع في كافة الأصعدة والمجالات.
وجاء الحث على العمل التطوعي في كافة الشرائع السماوية واعتباره نوعاً من الدعم والمؤازرة بين البشر لبعضهم بعضا والوصول لهدف محدد يتم تحديده بينهم من خلال هذا التطوع ، إن التطوع في المجتمع السعودي ينبع وينطلق من منطلقات دينية وإنسانية وثقافية واجتماعية ولكن ما زال فردي الأداء عفوي التوجه إغاثي الهدف وهذه الصفات تعتبر معوقة في سبيل الوصول للعمل التطوعي الخيري المنظم والمعلوم الهدف بشكل واضح وجلي.
لاحظنا في الآونة الأخيرة وبشكل كبير وواضح استغلال بعض المؤسسات والجهات للمتطوعين في بعض المحافل والمؤتمرات واستخدامهم كوسيلة لإنجاح هذا المحفل دون إعطائهم حقوقهم المادية أو حقوقهم العملية والمعنوية بل نكتشف أن المتطوعين هم مجرد أداة تحرك لمصلحة هذه الجهة فقط متناسين أن هؤلاء أتوا للتطوع وليس للاستغفال أو الظلم وأن مجيئهم أتى لحب التطوع والاستفادة منه شخصياً في حياتهم من خلال التنظيم والتنسيق وغيره الكثير مما يزيد لديهم من خبرات كبيرة وزيادة مخزون عملي وعلمي كبير قد يفيدهم كثيراً في مستقبلهم.
للأسف ارتبط التطوع عند الكثير أنه مجرد إرهاق بشكل كبير وبدون مردود يستدعي لذلك وهذا أمر طبيعي لما وصلنا له في محافل التطوع والجهد الكبير الذي يبذل ولكن بدون أدنى تقدير لهؤلاء المشاركين مما يجعلهم يبتعدون عنها وبشكل كبير في صورة يجب أن تكون العكس عن العمل التطوعي وأن ترغب ولا تنفر الناس للاشتراك فيها وكسب الثقة والخبرة منها ، فالتطوع هو عمل جليل ورائع يدل على تماسك المجتمع ووقوفهم صفاً واحداً فيجب أن نولي التطوع كامل الاهتمام وندرس كيفية تطويره وترغيبه لكافة الناس لا العكس.
ختاماً:
قال تعالى: (من عمل صالحاً من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياةً طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون)
تميم بن عبدالله باسودان