حميدان التركي
إن الله تعالى لما خلق الخلق وأبدع الكون ذكر سبحانه الحكمة الباهرة من هذا الخلق وهي عبادته وتحكيم منهجه في الأرض ولابد من اختبار يبين فيه الله الصادق من الكاذب والصابر من الجازع والمؤمن من المنافق وهذا الامتحان ما عبر القرآن الكريم عنه بلفظ الابتلاء الذي جعله الله أصلاً في الحياة فقال تعالى (الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملاً وهو العزيز الغفور).
حظيت قضية الأسير السعودي في الولايات المتحدة حميدان التركي باهتمام واسع من جميع أطياف المجتمع خلال السنوات الماضية وأصبحت قضية رأي عام تتداول من حين إلى آخر لما لهذه القضية من أهمية كبيرة لدى الشارع السعودي متعاطفاً مع ما حدث للأخ حميدان التركي من ظلم بين بدأ من العام 2004 عندما لفقت ضده عدة قضايا بسبب نشاطه الدعوي داخل الولايات المتحدة تستمر هذه القضية من ذلك العام وحتى هذه اللحظة في أروقة المحاكم الأمريكية بين شد وجذب على خروجه المشروط أو بقائه حتى انتهاء المحكومية في صورة أشبه ما تحدث في الأفلام السينمائية لما فيها من المأساة والصدمة داخل دهاليز هذه القضية التي أصبحت اهتمام الجميع منذ المنتديات ووصولاً لمواقع التواصل الاجتماعي التي ألفت القلوب أكثر وشحذت الهمم في الدعاء للمبتلى حميدان التركي في صورة تبين وبشكل واضح محبة الناس لهذا الرجل ووقوفهم الكامل مع قضيته وتبنيها من المجتمع والعلماء ولعل ما نشر في عام 2013م من فيديو على اليوتيوب يطالب فيه العلماء وأبناء حميدان التركي من الرئيس الأمريكي الإفراج عنه دليل على قوة التأييد أن هذه القضية قضية الجميع لا يساوم فيها أبداً.
صدر اليوم قرار عن لجنة البرول والتي قررت رفض الإفراج عن حميدان التركي وأتاحت الفرصة لإعادة النظر بعد سنتين لتعيد الكرة مرةً أخرى في الشد والجذب , نسأل الله تعالى أن يفرج عنه عاجلاً غير آجل.
الابتلاء ليس له حدود ولا زمان ولا مكان يمنعه به تعرف قلوب العباد وتقسم الدرجات في الآخرة على قدر البلاء في الدنيا بل كلما ازداد إيمان العبد زاد بلاؤه وهو مفتاح قوي لجلب الرحمة الإلهية والدخول في فضل الله الواسع .. فصبر جميل أخي حميدان.
ختاماً:
قال تعالى: (يا بني اذهبوا فتحسسوا من يوسف وأخيه ولا تيأسوا من روح الله إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون)
تميم بن عبدالله باسودان