ماذا يعني لنا معرض الرياض الدولي للكتاب؟
ماذا يعني لنا معرض الرياض الدولي للكتاب؟
إن المعارض أو ما يسمى "بصناعة المعارض" تشكل دخلا اقتصاديا مهما للدولة والمدينة المستضيفة لتلك المعارض، وعادة ما تقام وتنجح المعارض الدولية إلا في الدول المستقرة اقتصادياً وسياسيـا، ولذلك يعتبر معرض الرياض الدولي للكتاب الذي تنظمه وزارة الثقافة والإعلام أحد أكبر المهرجانات الثقافية، فهنالك أكثر من مليون زائر يزورون هذا المعرض سنوياً ، جميعهم مهتمون بشراء كم كبير من الكتب والمشاركة في الندوات التي يشارك فيها العديد من كبار المثقفين. وقد أصبح المعرض في السنوات الأخيرة منبراً للحوار بين المفكرين والكتاب والجمهور.
لا شك أن معرض الرياض الدولي للكتاب، يعني لنا الكثير؛ ومما يعنيه على سبيل التمثيل لا الحصر: أننا في دولة ترعى الثقافة وتحترم الكتاب والكتاب ، وأننا أمة سلام، وننعم بالأمن والاستقرار، وأننا منفتحون على العالم وثقافات الشعوب، وأن سقف الحرية الفكرية لدينا عال، وأننا ننظر للكتاب كرافد من روافد العلم والمعرفة والحراك الثقافي للمجتمع.
كما يعني لنا معرض الرياض الدولي للكتاب، فرصة ثمينة للتعريف بما يجهله العالم عنا من حيث القدرات الإدارية والتنظيمية والكفايات والكفاءات والإبداعات الفكرية والنهضة التنموية في مختلف المجالات ، وما لدينا من حب في العلم والتعلم والثقافة وتبادل المعرفة والاطلاع على الإنتاج الفكري لكتاب وأدباء وشعراء ومثقفي الشعوب الأخرى.
أيضا يعني لنا معرض الرياض الدولي للكتاب، فرصة للتزود بالمعارف والمهارات من خلال الفعاليات المصاحبة التي تنمي ثقافة المجتمع وتطور قدراته؛ من محاضرات ولقاءات وندوات وورش عمل ومسرح ودورات تدريب ونحوها. هذا بالإضافة الى أنه يعني لنا المزيد من الخبرة في تنظيم المعارض الناجحة التي تستقطب المشاركة الدولية في مختلف فعالياته.
علاوة على ذلك، يعني لنا معرض الرياض الدولي للكتاب، مناسبة تسهل على أفراد المجتمع من المعلم والمتعلم والكاتب والمؤلف والروائي والشاعر والباحث والمستثمر والمشتري والبائع وغيرهم، أن يجدوا ما يبحثون عنه في مكان واحد ، والتعرف على احدث ما أنتجه الفكر الإنساني، وكذلك رصد التحولات الفكرية للمجتمعات من خلال ما يعرض من منتج.
وأخيرا وليس أخرا، يعني لنا معرض الرياض الدولي للكتاب، فرص استثمارية إضافية وتنشيط للتنمية المحلية، والخدمات المساعدة؛ من فنادق وشقق سكنية ومطاعم وأسواق ونقل وسياحة وغيرها من خدمات أخرى .
ختاما نقول لمن يرون في المعارض سلبيات ومخاطر تهدد أمن المجتمع: على رسلكم .. فما ترونه لا يمثل حقيقة المعارض؛ ومهما يكن في المعارض من أخطاء أو تجاوزات أو صعوبات أو حتى ما تثيره من هواجس، فإنها تعد بكل أنواعها وأشكالها من الصناعات المهمة التي تقوم عليها اقتصاديات الدول، ولا يتجاهلها ويقلل من شأنها وقيمتها المضافة، إلا مهووس أو جاهل . والمأمول من وزارة الثقافة وكافة مؤسسات المجتمع المدني ذات الصلة بالثقافة ؛ من جمعيات ودور نشر ومكتبات ومثقفين وحتى المستثمرين في صناعة المعارض، المزيد والتنوع والعالمية في هذه الصناعة، والتي من خلالها يمكن أن ننفذ لقلب وعقل العالم وفكره.