معالي الوزير وخر عني
مسفر القحطاني
لا ادري لماذا بعض المسؤلين يتعالون ويتصرفون تصرفات لا تليق بالمنصب الذي يشغلونه ويتعالى بعضهم على الإعلاميين وبالأخص المراسلين الصحفيين الذين يقومون بدور بارز في نقل وتغطية الأحداث والفعاليات ونقلها للإعلام .
فالحادثة التي حدثت لمراسل صحيفة (( الجزيرة )) ـ ياسر الجلاجل ـ مع وزير الزراعة الدكتور فهد بلغنيم حادثة غريبة ومؤسفة كونها تحدث من مسؤل بمكانة وزير نحترمه ونقدر الجهود التي يقوم بها .
لكن مهما كان سؤال الصحفي مستفزا لمعالي الوزير يجب عليه أن يتقبله ويرد عليه بصدر رحب إما أن يتلفظ عليه بالقول (( وخر عني )) ويتهمه بأنه شخص له مصالحه ومشكلاته الخاصة والشخصية ورغم تعريف المحرر له وباسمه وبالصحيفة التي يعمل بها
وتثور حفيظة الدكتور بلغنيم ويقول له: «أنت لا تتحدث عن موضوع يخدم المجتمع بل تتحدث عن موضوع لك فيه مشكلة شخصياً»، و يضيف بالقول : «يجب عليك أن لا تتحدث باسم الصحافة وباسم الجزيرة»
وقال الزميل الجلاجل إن الوزير نصحني بأن آتي للجلسة التي تخص مشكلات المواطنين يوم الأحد وعليَّ أن أطرح قضيتي فيها .
هذا ما نشر في صحيفة الجزيرة بعدد يوم الخميس الموافق 10 / 6 / 2010م
فبأي حق يرد مسؤل على صحفي بمثل هذه العبارات الجارحة ؟
فلو افترضنا أن الصحفي يتحدث عن موضوع شخصي له فالصحفي له الحق في طرح مثل هذه الأسئلة لأنه مواطن ينقل استفسارات وهموم المواطنين إلى المسؤل فهو أولى أن يطرح مشكلته الشخصية على الوزير ( لو افترضنا جدلاً آن الصحفي له مشكلة شخصية ) فلماذا لا يتقبل السؤال منه أو يعتذر من الإجابة عليه بأسلوب غير منفعل .
فنحن في بلادنا الغالية يحظى الجميع باحترام وتقدير ولاة الأمر ويعاملوننا كأبنائهم كما يحظى الصحفي بحبهم وتقديرهم و أحترامهم فهم عودونا أن تكون أبوابهم مشرعة للجميع والسماع لمعانتنا وهمومنا بصدر رحب .
لكن الوزير بلغنيم سلب هذا الحق من الزميل الجلاجل ولم يراعي شعوره وقمعه برد لا يليق وقال له (( وخر عني )) وكررها ثلاث مرات وقام بدفعه وإغلاق الباب في وجهه ( حسب ما نشر بالخبر ) .
إننا نقف أمام حادثة غريبة مع الأسف تحدث من مسؤل كبير يجب أن لا تمر الحادثة على المسؤلين في هيئة الصحفيين مرور الكرام فإذا كان الصحفى مخطئاً فليحاسب على خطئه وإذا كان لا فيجب أن يرد له اعتباره الذي أهين بسببه .