×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.

تخيلوا يزورنا الملك سلمان !!

تخيلوا يزورنا الملك سلمان !!

(تعليمنا كما يريده الملك )


قبل عدة سنوات كنت موفداً للتدريس في جمهورية الهند الصديقة , هناك رأيت فوارق كبيرة بين تعليمنا و تعليمهم

خاصة التعليم الخاص , حيث يعتبر التعليم أولوية قصوى لكل رب أسرة بغض النظر عن غناه أو فقره , و بغض النظر عن مكانته الاجتماعية أو درجته العلمية , فالفقير غير المتعلم مهتم تماما بتعليم ذريته كالبروفسور الغني .

كنت أنظر بإجلال لهذا الوعي لديهم , و أتأمل في أسباب هذا الاهتمام المتنوعة , و لا أفيق من التأمل في الأسباب إلا على منجزٍ تعليميٍ هنديٍ جديد .

و في أثناء تلك الأيام جاء خبر الزيارة التاريخية لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وفقه الله لدولة الهند .

جاء الخبر و جاء معه سيل من التحليلات السياسية لأبعاد تلك الزيارة و أهدافها و مردوداتها , حتى أصبحت حديث الإعلام العالمي عامة و إعلام البلدين خاصة .

كانت الأسئلة تطرح عن مكاسبنا التي سنعود بها سياسياً و اقتصاديا و طبياً , طرحت هذه المحاور و تم التركيز على الجانب السياسي كون الزائر قامة بقدر قامة سلمان بن عبدالعزيز أما اقتصاديا فلكون المزور هي دولة تمثل أحدى أفضل خمس دول ناشئة في الاقتصاد العالمي , و أما طبياً فلكون الهند من أكبر الدول التي تقدم خدمات كوادرها الطبية في المملكة خاصة و في الخليج عامة .

كانا نتحدث في المدرسة السعودية في نيودلهي كما يتحدث غيرنا , ثم نقطع الحديث لنقول و ما دخلنا في السياسة و الاقتصاد و الطب فله أهله و هناك من يدير دفته , لم يبقى لنا ما نتحدث عنه إلا سلمان بن عبدالعزيز , نتحدث عن أمير الرياض تلك العاصمة التي يتحدث العالم عنها , نتحدث عن سلمان القائد الحازم , نتحدث عن سلمان المهتم بالتأريخ , نتحدث عن سلمان القارئ للكتب , و فجأة بلا مقدمات قال أحدنا تخيلوا يزورنا الأمير سلمان في المدرسة ) .ما بين معجب بهذه الفكرة و مستبعداً لها كانت النقاشات , فلا وقت فائض يكفي و لا نعلم كثيرا عن السياسة و بروتوكولاتها , ثم ما الذي يستدعي أن يزور المدرسة رجل جاء ليمثل المملكة في زيارة رسمية ذات أهداف واضحة و مقاصد محددة .

كانت المفاجأة أن الفكرة طرحت على سعادة السفير فيصل بن طراد و منه وصلت للمختصين بالزيارة و تقرر أن يزورنا سلمان الخير .

فرحة عارمة اجتاحت المدرسة و منسوبيها , و انطلقت الأفكار و الترتيبات و الخطط و البرامج و تحول الفريق إلى خلية نحل , و بالفعل نجح الأستاذ محمد الخليفي مدير المدرسة في قيادة فريق العمل لإعداد حفل مصغر لتلك الزيارة الكبيرة .

و عاد ضجيج الأحاديث مرة أخرى , من سيقابل رمز الوفاء ؟ و ما الذي سنقوله له من همومنا ؟ أي فصولنا سيزور؟ ما الذي سيقوله لنا ؟

جاءت الزيارة بعد أن تشبعنا شوقا و انتظاراً لها , ها هو خادم الحرمين الشريفين على بوابة المدرسة و كأني والله لا أصدق عيناي أني أراه , جاء و لم يترك أحداً في المدرسة إلا و ألقى عليه التحية , تشرفنا جميعاً( معلمي المدرسة ) و عدد من طلاب المدرسة بالسلام عليه و مصافحته , ثم جلس مع مدير المدرسة و تحدث معه عن همومنا و آمالنا التعليمة و طلب أن تكون المدرسة موطناً للإبداع , ثم زار الروضة و لاطف الأبناء و كان له موقف و أبوي حاني مع ولدي سيكون بحول الله موضوع مقال لاحق , ثم زار معرض ( الرجل الآلي ) و قال كلمته الشهيرة التي تصدرت الصحف في وقتها ( أتمنى أن أراكم مخترعين ) , ثم صعد لزيارة أحد الفصول التي كنت فيها و تحدث معي و مع الطلاب بعفوية الأب و حرصه فأوصى بالجد و الاجتهاد . خرج رمز الوفاء من المدرسة ليستكمل زيارته و مهمته الكبيرة , بعد أن أطمأن على المكان الذي سيخرج القادة في كل المجالات لوطن العطاء . ما بين كلمتنا (تخيلوا يزورنا الأمير سلمان ) و كلمته ( أتمنى أن أراكم مخترعين ) , ما بينهما عدة رسائل و دروس تحتاج أن نتأملها .

فأولها : أن قضيتنا التعليمية هي أحدى أولويات خادم الحرمين الشريفين , كيف لا و هو قد أستقطع جزءً من زيارة رسمية و ضحى بشيء من وقت راحته ليزور المدرسة , لذلك لم أستغرب أبدا دمج وزارتي التعليم العالي و التربية و التعليم , و لم أستغرب أن يأتي مهندس مهتم بالتعليم و مؤلف عن التعليم ليقود هذه الوزارة الوليدة فمن يعرف القائد سلمان يعرف أنه يبحث عمن يحمل الهم لأكبر همومنا و آمالنا قبل أن يحمل التخصص .

و ثانيها : أن مليكنا المفدى لديه تصوير عما يجب أن يكون عليه التعليم فإن لم نكن مخترعين فلا حاجة لنا أن نستجدي اختراعات الآخرين لذلك قالها للطلاب صريحة واضحة ( أتمنى أن أراكم مخترعين ) , بهذه البساطة و بلا تعقيدات كان التصور , تعليمنا يجب أن يقودنا لأن نكون مخترعين و إلا فلسنا على المسار الصحيح .

ثالثة الأثافي من هذه الدروس : أن مليكنا يعتني بالتفاصيل التعليمية فبرغم المهمة الكبيرة التي جاء من اجلها إلا أنه لم يطلب أن يزوره وفد يمثل المدرسة في مقر إقامته بل هو و هو الكبير قدراً و مكانة هو من زار المدرسة و قابل جميع معلميها و تحدث مع طلابها من الروضة إلى الثانوي , كما زار الفصول و اطلع على سير العمل , نصح و وجّه و تحدث و سأل .

هنيئاً للوطن و تعليمه هذا التشريف و المكانة التي بدت معالمها من حزمة القرارات الملكية التي صدرت لتبني حقبةً تعليمية ًتاريخيةً جديدة , ترسم خارطة الطريق لتتبوأ المملكة مكانتها التعليمية اللائقة بها .


الكاتب : سعد بن خميس الشراري
 0  0  16340

الأكثر قراءة

سمير المقرن الحادثة التي نشرتها جريدة «اليوم» بداية هذا الأسبوع...

03-17-2010 06:11 الأربعاء

لأول مره التعبير عن التعبير عوض الأحمري منذ أن حملت مع أبناء...

06-28-2010 06:05 الإثنين

نشرت صحيفة «الغد» الأردنية في عددها الصادر يوم 21/2/2010 الإعلان...

03-13-2010 06:52 السبت

المقابلات الشخصية للضرورة أم للمحسوبية مسفر القحطاني...

06-26-2010 10:30 السبت

ترقبوا ؟؟؟ نورة الاحمري لقد كان من كم يوم هدية من خادم...

09-05-2010 11:10 الأحد

لعنة000الكرسي !البعض يعتقد انه الأمر الناهي منذ أن يتسلم مسؤولية...

09-02-2010 11:38 الخميس

محتويات

التربية بالسكاكين

التربية بالسكاكين

سمير المقرن الحادثة التي نشرتها جريدة «اليوم» بداية هذا الأسبوع عن تعرض طالب لم يتجاوز عمره إثني عشر عاماً..

03-17-2010 06:11 الأربعاء   90954
لاول مره التعبير عن التعبير

لاول مره التعبير عن التعبير

لأول مره التعبير عن التعبير عوض الأحمري منذ أن حملت مع أبناء هذا الوطن حقيبة المدرسة وأنا أتلقى و أتلقن مواضيع..

06-28-2010 06:05 الإثنين   98581
وظيفة سعودية في صحيفة أردنية

وظيفة سعودية في صحيفة أردنية

نشرت صحيفة «الغد» الأردنية في عددها الصادر يوم 21/2/2010 الإعلان التالي: «فرصة عمل في المملكة العربية السعودية، مطلوب..

03-13-2010 06:52 السبت   89128
المقابلات الشخصية للضرورة أم للمحسوبية

المقابلات الشخصية للضرورة أم للمحسوبية

المقابلات الشخصية للضرورة أم للمحسوبية مسفر القحطاني دخلت في الآونة الأخيرة عملية إجراء المقابلات الشخصية..

06-26-2010 10:30 السبت   91446

جديد الفيديو