هم الأقويـــــــاء ! ! !
صراع داخلي أنطق الضمير الصامت , إلى أين ومتى ؟
حوارٌ بين جسدٍ معافى لم يستطع أن يجابه عثرات الحياة , وأرواحٌ تبحث عن الاستقرار بلا حراكٍ واتكال , والطموح لها قانون الحلم المشروع , نحن وهم على وتيرةٍ واحدةٍ ولكن ؛ ظروفنا اختلفت ويبقى الطموح بيننا بادرةُ الأمل , فوهب الله سبحانه وتعالى البعض منا صحة في البدن وسلامة من العلل .
هم جزء لا يتجزأ منا , وبهم ومعهم نصنع لأنفسنا بارقة الأمل لنقاوم عقبات الحياة ونحقق أحلامنا , فالبعض منا تجاهل أن رسولنا وسيدنا محمد خير قدوة لنا صلى الله عليه وسلم لم يفارق الحياة حتى أكمل لنا الدين الذي يناسب كل زمانٍ ومكان , فتحقق لنا به صلى الله عليه وسلم كمال الدين ورضا الأنفس وحسن التعامل في كل شيء كان سراباً أم خيال , فلقد قال الله سبحانه وتعالى في محكم تنزيله ( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا ) .
في حادثة مشهورةٍ أن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم عبس في وجه رجل أعمى , هو عبدالله بن أم مكتوم رضي الله عنه , في وجود رجلٍ من الوجهاء وعلية القوم , فعاتب الله سيدنا صلى الله عليه وسلم صاحب الرحمة وخير الأنام عتاباً بقوله تعالى ( عبس وتولى * أن جاءه الأعمى * وما يدريك لعله يزكى * أو يذكر فتنفعه الذكرى ) .
رسالة من ابن الوطن المحب إلى شعبٍ أحبه من الوريد إلى الوريد :
إياكم باستنقاص إخواننا وأخواتنا ذوي الاحتياجات الخاصة أو التلفظ معهم بلفظ لا يليق بنا كمسلمين , فكما تدين تدان والحياة دائرة , فبهم والجنة , فمنهم بإرادة وعزيمة وطموح أصبح عالماً والآخر معلماً وأديباً , فها نحن البعض منا أصحاء يتوهمون المرض وضعف الإرادة , والله قد أتانا صحة بالأبدان وسلامة بالعقول ولم ننافسهم بالنجاحات وتحقيق الأمال . فحريٌ بنا أن نتأمل إنجازاتهم وقدراتهم ونسعى سوياً لتحقيق الأمل , ونجعل من قدرات البعض منهم لنا دافعاً لطموح والسعي لنرتقي بمستوانا ثقافياً وعلمياً وتعليمياً , فالأيام القادمة تحتاج كوادراً ليست متعلمتاً فقط بل لديها الإمكانية الإدارية والثقافية والقيادية من ما أوتيت من جانبٍ نظريٍ وعلمي يطبق على أرض الواقع لنهوض بحضارتٍ مختلفة ترتقي بمستوانا أجمع , فمن كان كفء فله الأولوية بيننا كان من يكون , فلله درُهم فهم الأقوياء ! ! !