الإنسان وحمل الأسفار !
يحمل الإنسان في جيبه جهاز جوال يوجد به الكثير من الفوائد والحكم والآيات والعبر والقصص والمواعظ والأحاديث .
فهو أشبه بحمل كتاب متنوع مفيد ولكن في جهاز كفي.. ويسارع الإنسان في نشرها وفي الغالب أنه لايتـقيد بما فيها ! والمستقبل لها أشبه بالمرسل في كثير من الأحيان فهو يقرأ ما تيسر ويرسل الرسالة كما هي لشخص آخر .. حتى كأننا في مجلس علم شهير ولكن لا يدخله إلا بعضاً من الذين لا يعلمون !
لايدري المرسل ولا المستقبل ماذا يحمل في جيبه ، ولا يعلمون قيمة ما يحمل ويرسل ! فهم مجرد وسائط للنقل لا للفائدة والتدبر ..
( الواتس أب ) وباقي البرامج الأخرى أشبه بمجلس للعلماء وللسفهاء معاً .. فهو كتاب الأسفار الذي يحوي كل شي حتى التوافه والإشاعات والكذب والخرافات .. وأفراد المجتمع على اختلافهم يتناقلونها فيما بينهم حتى يظن أن المجتمع قد بلغ منزلة العلماء والأدباء والمفكرين !
تباً لعقول أدمنت اللامبالاة وضيعت ما يجب أن يحافظوا عليه من تربية للأولاد وإصلاحاً للأسرة !
أصبحت المجالس .. مهمله بأحاديث تافهة لا تسمن ولا تغني والأفصح لساناً في تلك المجالس هو من حاز على أكبر عدد من الرسائل التي وصلته عبر أحدى البرامج ، وكأنه يشابه كبير السن في الماضي الذي كان يحكي للجلساء من حوله فوائد سفره ورصيداً من حكمه ، ولكن بطريقة الكترونية يقدمها صغير السن !
يٌنــقل في كتاب الأسفار الالكتروني .. أمور إيجابية لا أنكرها ولكن في المقابل يوجد السفه والخلط وبعضاً من المفاسد و كلنا يعلم أين تكون الغلبه في كفة الميزان في هذا الزمان ولصالح من !؟؟؟
وعي المجتمع .. بالمخاطر ودور الوالدين في التربية وزيادة معدل الوعي لدى الأبناء ، لهو الضمان الحقيقي من العبث والتبعية لأفكار خارجية ودخيلة في ظل قصور التربية والتعليم والجامعات عن بحث تلك المخاطر بشكل موسع ليحمى به المجتمع والأفراد من شر تلك المخاطر والأفكار !
حمل الأسفار .. الكل يشارك فيه ، والأغلبية يدخل في مضمون ما أقصده ، والقلة هم أصحاب الفكر النير والنقل المميز والمفيد ... ولكن تبقى نتائج الغلبه لمن نراهم ونسمع عنهم في الصحف والأسواق والأماكن العامة وكذلك مدى تأثر المجتمع بمحتوى كتاب الأسفار الالكتروني من عدمه فهو يعكس سلوك وأفكار وتوجهات المجتمع إما إيجابياً أو سلبياً !
ختاماً ...
الإنسان وحمله للأسفار .. مشروط بمدى الاستفادة مما يحمل ويقرأ فإن انعكس ذلك على سلوكه وأفعاله فهو بخير وإن لم يكن كذلك فحمله للأسفار تعباً عليه لا فائدة فيه !