ادارة السلاتيح
السلاتيح جمع (سلتوح) ؛ أي الشخص الذي لا قيمة ولا وزن له عند الأخرين (لا يهش ولا ينش) ليس له أهداف ولا رأي ولا موقف ولا عطاء ولا أي دور فيما يجري حوله وليس لديه علاقات حميدة مع الآخرين.ولا تفاعل اجتماعي ناجح.ولا أي دافع ذاتي.ولكن ساقته الواسطة والعلاقات والمحسوبية والمصالح الخاصة الى التسلل للهرم الإداري والتربع على قيادة دفته وهو ليس أهلا لذلك!
من المعروف أن مهارات الإنسان التي تكون شخصيته وتعتبر جزءً لا يتجزأ منها تنحصر إما فى خبراته المكتسبة أو تلك الفطرية، ولذا نجد أن أساسيات اكتساب الفرد مهارة قيمة الذات، تتضمن الحرص على تبادل القيمة مع الآخر.، وجود الحافز أو الدافع.، ضرورة تحفيز الآخرين.، جعل النفس ذات قيمة فى العمل.، جعل الآخرين ينصتون إليه.، توافر الرغبة فى التميز، الابتعاد عن الخوف، لأن الخوف كلمة مضادة لقيمة الذات، إتباع القاعدة الذهبية لقيمة الذات، لابد وأن يكون الشخص مختلفاً.، لكنه مهماً، ممتعاً للآخرين.، ذو سمعة طيبة لأن السمعة تؤثر على القيمة، ولا مانع بجانب ما سبق من توافر قوة المال،وتوافر قوة النفوذ الإيجابية وليست المستبدة.
تتسم ادارة (المدير السلتوح) بالفوضى والغموض والخوف والتناقض وشدة الاحتقان والفشل الذريع في كل شيء، نتائجها كارثية وضحياها ومظاليمها كثر ؛ ادارة افلاس ومجاملات ومحسوبيات وأهداف شخصية ، الأمر والنهي فيها بيد (سلتوح) محاط بشلة سلاتيح!
المدير (السلتوح) له شخصية تعطي الاخرين انطباعاً سيئا من الوهلة الأولى ، دافع الخوف لديه أقوى من دافع الحب، لا يشعر بأهمية ذاته ولا بأهية الأخرين، المدح والتلميع لشخصه شىء مهم بالنسبة له، لا يهتم بالاستماع إلى من يقدم له معلومات لها فائدة.، يهتم بالشخص الذي يقدم له معلومات مسلية أو فيها مصلحة شخصية، يميل للمزاح والقهقهة والترفيه الى درجة الخلط بين الجد والهزل ، ويعتمد بسبب جهله اعتمادا كليا على الغير في تسيير دفة كل الأمور نيابة عنه دون تفويض!
المدير (السلتوح) شخص وجوده كعدمه، علاقته بمرؤوسيه فاترة كالمياه ضرورية ولكنها بلا لون أو طعم أو رائحة، مواقفه هُلامية؛ فلا هو يتخذ موقفا واضحا ولا يعبر عن وجهة نظر صريحة، وإنما هو يحاول إرضاء كل من حوله ، لونه رمادي؛ فلا هو يؤيد ما يقوم به، ولا هو يعارض، وإنما هو عاجز عن عرض لون واضح لاتجاهاته، والدافع في ذلك سلبيته وتخاذله عندهم، كلامه فلسفي؛ إذا ما حضر في موقف ما وطُلب منه رأيه فيما هو مطروح تجده يتفلسف في الحديث ويتأفف في العرض ويعيد ويزيد ما يذكر لأمثلة وشعارات، ولا تخرج من حديثه بشيء مفيد، سلوكه خرافي ؛ يوهمك بينك وبينه بالدفاع عنك وإثبات حقك، وتراه أمام الآخرين عاجزا حتى عن رد الغيبة عن نفسه، شخصيته تصيب بنوع من التوتر وتزرع الخذلان وتثبيط الهمة، وقد نصح الاختصاصيون بالابتعاد عن أصحاب هذه الشخصيات قدر الإمكان، وأن تظل العلاقات معهم سطحية غير متعمقة، حتى وإن كانوا من المقربين، لأنهم لن يُفيدوا، وخاصة أنهم عاجزون عن إفادة أنفسهم، ولن يستطيعوا الدفاع عن أحد، لأنهم لا يستطيعون الدفاع عن أنفسهم، ولا ينتظر منهم رد حق ، لأنهم ليس لديهم الشجاعة الكافية لقول كلمة الحق.!
المدير (السلتوح) فائدته الوحيدة هي خدمة من أوصلوه ومكنوه عبر القنوات البيروقراطية وشللية الفساد الإداري من التسلق والوصول الى ما وصل اليه دون غيره من المؤهلين، لتحقيق رغبات خاصة لا علاقة لها بالصالح العام؛ أي أنه عالة على نفسه وعلى من يعمل معه بل وعلى المجتمع الاداري برمته!
خلاصة القول إن وصول (السلاتيح) للمناصب القيادية والإدارية وتمكينهم من التسلط على ذوي التأهيل والقدرات والخيرات ووقيامهم بتهميشهم وتسفيه ارائهم، يعد مؤشرا قويا على عدم النزاهة وتفشي الفساد في بعض المستويات الإدارية العليا، نتيجته حتمية التدمير للمؤسسات والفشل في تحقيق أهدافها، مما يوجب اعادة النظر في معايير اختيار شاغلي المناصب القيادية والادارية العليا، حتى لا يتسلق هؤلاء (السلاتيح)، ولكي نرتقي بمستوانا ومستوى مؤسساتنا الإداري، وما أكثر السلاتيح حين تعدهم ولكنهم في النائبات قليل، وكفانا الله وإياكم شر السلاتيح.وشر ادارتهم.!