أحلام الديموقراطيه
بريشة فنان غربي ، على صفحات وطن عربي ، وبمداد ... دم وطني على حساب الوحدة والدين .. خطط ذلك الفنان ورسم مخططه الديمقراطي على خريطة الأراضي العربية بهدف تنفيذ الوعود .. وكسب الحشود ..نحو الصعود .. ومناشدة الحرية والتحرر من الدين وقيم الشعوب وتغيرا سياسي مفبرك للبرمجة اللوجستية المتبعة في إدارة الحروب إلى برمجة فكرية لتغير وإفساد الشعوب ، عبر تجنيد السفهاء وكسبهم ونشر الإشاعات والفتن وتحريض حدثاء السن ، وضعفاء البصيرة ، وجاهلي العقول ، وفقراء الدين والقيم ، وعباد الدرهم والدينار، إلى التفرقة وإحداث الصراع لنيل وتحقيق حلم الديمقراطية .. ونقل الحروب من محيط دولة لدولة إلى محيط دولة داخل دولة ... إن نهج ونظام الغرب وشركائه من روافض ومرتزقة قائما على قواعد عدة من أهمها قاعدة ( فرق تسود ، والمصالح المشتركة ) مرتكزين على الدعوة إلى التحرر والحرية ومناصرة المرأة العربية وإيجاد المفارقات واختلاق التناقضات لزرع مبدأ وثقافة الديمقراطية الفكرية والصراع مع الواقع والذات في آن واحد عبر سنوات من التخطيط والسياسة من خلال وسائل منها : الإعلام والنشر ، وحرية التعبير ، ومحاربة الإرهاب، وحقوق الإنسان ، الغزو الفكري والثقافي وبخاصة عن طريق النساء والشباب وعن طريق شخصيات موميائية قد تسمى بالفرقة الداعمة للديمقراطية .
كل تلك الوسائل وغيرها تسعى إلى بلوغ الهدف عبر أوتار تدق حسب الطلب فتارة تدق أوتار المساواة وتارة تدق أوتار مناصرة المرأة وتحريرها والدفاع عن حقوقها وتارة تدق أوتار قيادة المرأة للسيارة وغير ذلك الكثير الغير مألوف وإشاعة الفتنة بين أفراد المجتمع وبخاصة الشباب ومحاولة إسقاط أفكار وتوجهات عبر وسائل الإعلام المختلفة وبخاصة عبر شبكة الانترنت والتقنية ومن خلال مفكرين ورعاة للحضارة ... ليقوموا بتنفيذ التخطيط على حساب الدين والوحدة والعروبة ... ليس بمستغرب أن يكون صديقك عدوا لك يوما ما ... بل الغريب أن تكون عدو نفسك في يوم ما وأنت لا تشعر ..!!
ديمقراطية الغرب تضعنا أمام أمر واقع خطط له لسنوات وسعوا وراء إكمال ذلك التخطيط من خلال ممارسة السياسة القذره التي لا تعقلها عقول بعض حكام العالم وبخاصة العالم الإسلامي والعربي ولا تدركها فراستهم فأصبحت الديموقراطيه أشبة بمعادلة العصا والجزر تارة وتارة أشبة ما تكون بقانون لا أريكم إلا ما أرى ... إن البعد عن التمسك بالثوابت والوقوف عليها والدفاع عنها ، وهجرة العقول وتكاسل البعض من الشعوب وضعف مخرجات التعليم وبيئته وقصور وعي الفرد وأمور أخرى ... لهو أمر خطط له من قبل عصابات خارجية وداخلية في كل بلد من اجل البقاء دون تقدم أو تتطور ومن ثم سهولة السيطرة على الوحدة والفكر والثقافة والمال وكل شي .
تعيش تلك الديمقراطية ككلمات متقاطعة تكتبها أيادي معلنة وفي ترتيبات خفية ضمن تخطيط متبع وفق ملل متحالفة ضد وحدة أمة .
نعلم أنها ديمقراطية غربية أصلها غربي هدفها الرقص على جملة مقدرات الشعوب وللشعب الحق في اختيار من يمثله وقفوا على جملة اختيار الشعب للحكومة لتضييق الخناق على الفرد والمجتمع والحكومة في آن واحد وضرب قوتها فيما بينها .. ودعم المنتصر بعد ذلك والذي في الأساس هو بطل قصة حلم الديمقراطية .
وهي سياسة في حد ذاتها .. لا يعلم الكثير عن عواقب تلك الديمقراطية الناشئة عن أحزاب متناحرة واختلاف في الرؤية وتشتت في الوحدة .
إن ديننا الحنيف أمر بالوحدة كما جاء في القران الكريم وسنة المصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام ، حفاظاً على الكيان العام للأمة الاسلاميه .. بيد أن هناك أفراد من دول عربية وإسلامية لا يعقلون معنى الوحدة ويسعون للتفرقة والتشتت على حساب الوطن وعلى حساب الأمن والأمان والسعي وراء الشائعات المضللة التي هدفها في الأساس إضعاف قوة ووحدة دولة وبالتالي خلق الفوضى والغوغائية في محيط ذلك المجتمع كما نراه هنا وهناك .. وتبقى الحكمة من ذلك والعبرة .. لأولى الألباب .. في ظل الأمن والأمان تحلو العبادة ويصير النوم ثباتاً والطعام هنيئاً وهو أي الأمن مطلب الشعوب كافة والأمن هبة من الله لعباده ونعمة يغبط عليها كل من وهبها ولا عجب في ذلك فقد قال الله تعالى (( فليعبدوا رب هذا البيت الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف )) .. و قال عليه الصلاة والسلام: (( من أصبح آمناً في سربه معافاً في بدنه عنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا بما فيها )) ولحفاظ الأمن أقيمت الحدود .... قال سبحانه (( ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب لعلكم تتقون )) وقال صلى الله عليه وسلم (( لحد يقام في الأرض أحب إليكم من أن تمطروا أربعين يوماً )) لأن في إقامة الحدود ردع لأولئك الذين في قلوبهم مرض وقديماً قيل القتل أنفى للقتل .
إن نعمة الأمن والاستقرار لهي من أعظم النعم التي أنعم الله بها على الإنسان فيكون آمناً على دينه أولاً ثم على نفسه وعلى ماله وولده وعرضه بل وعلى كل ما يحيط به ولا يكون ذلك إلا بالإيمان والابتعاد عن العصيان لأن الأمن مشتق من الإيمان والأمانة وهما مترابطتان قال الله جل في علاه ( الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون ) .
ومن مقومات الأمن وأحد دعائمه الأساسية في الأوطان الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وهذا هو سبب خيرية هذه الأمة به تنتشر الفضيلة وبه تنقمع الرذيلة وهو وظيفة كل فرد في المجتمع وبتركه تحل العقوبات ويختل الأمن ليس المطلب أنكم صالحين لكن لابد أن نكون مصلحين ..
دخل النبي صلى الله عليه وسلم على زينب بنت جحش رضي الله عنها وهو يقول ( ويل للعرب من شر قد اقترب فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج قلت يا رسول الله أنهلك وفينا الصالحون قال نعم إذا كثر الخبث )
ولا خير في مجتمع لا يحارب الرذيلة ويدعو إلى الفضيلة قال صلى الله عليه وسلم : (( لتأمرن بالمعروف ولتنهن عن المنكر أو ليوشكن الله أن يسلط عليكم عذاباً فتدعونه فلا يستجيب لكم )) وحذر الإسلام من الخروج على الحكام فقال صلى الله عليه وسلم ((من أتاكم يريد أن يشق عصاكم فاقتلوه )) .
بل وشدد في الالتزام بطاعة ولي الأمر مهما كان أصله ونسبه لحديث أبي ذر قال عليه الصلاة والسلام: ( إن خليلي أوصاني أن أسمع وأطيع وإن كان عبداً حبشياً مجدع الأطراف ) .
ختاماً ... أقول
اللهم آمنا في أوطاننا وأصلح أئمتنا ولاة أمورنا واجعل ولايتنا في من خافك واتقاك واتبع رضاك يا رب العالمين اللهم وفق ولاة أمور المسلمين للعمل بكتابك وسنة نبيك يا رب العالمين اللهم اجعلهم سلماً لأوليائك حرباً على أعدائك يا حي يا قيوم اللهم قيظ لهم البطانة الصالحة التي تعينهم على الخير إذا فعلوه وتذكرهم به إذا نسوه اللهم من أرادنا وبلادنا وبلاد المسلمين بسوء فأشغله بنفسه واجعل كيده في نحره يا رب العالمين اللهم أصلح الراعي والرعية واجمع كلمة الجميع على الحق يا رب العالمين اللهم ولي علينا خيارنا واكفنا شرارنا يا مالك الملك يا حي يا قيوم اللهم ادفع عنا الغلا والربا والزنا والفواحش والفتن ما ظهر منها وما بطن يا رب العالمين اللهم لا تأخذنا بالتقصير وأعفوا عنا الكثير وتقبل منا اليسير إنك يا مولانا نعم المولى ونعم النصير اللهم اجعلنا ممن إذا أنعمت عليه شكر وإذا ابتليته صبر وإذا أذنب استغفر يا رب العالمين اجمع كلمة المسلمين على الحق يا حي يا قيوم يا ذا الجلال والإكرام استغفر الله العظيم وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .