احتشام...!
احتشام...!
عمتم أيها القراء على أحسن حال . لن أكون متشائما في مقالي هذا ، والموضوع الذي سأطرحه ليس بجديد..وإنما يُكتب عنه كل يوم، سواء مقالة أو كتاب.وغيرها..لكنني ما أود أن أقوله هو..أن السيل قد بلغ الزُبى .
ويا أسفي على هذا الحال...لقد أُحتل الوضع وأعوجج الطريق على المرأة ، فأصبحت في زماننا هذا من تتمسك بالحشمة والوقار اتهمت بالرجعية والتخلف ، وصب على مسمعها أنواع السباب القذر..ومن تمشي على ( الموضة ) فهي الفتاة ــ في نظرهم ــ من تخطو نحو الرُقي والتقدم والانفتاح .
وما هي إلى دعوة قد دعوا إليها ـــ منذ القدم ـــ أهل الفتن الذي يريدون أن تشيع الفاحشة في المؤمنين . ولكن قبل أن نسأل لماذا تغير الوضع؟...ولما النساء الآن يبعدن عن الحشمة....ويتعصبن للسفور؟....وجب علينا أن نعرف من سببوا هذا التدهور المخيف ؟..والذين ظلوا الناس عن رؤية الطريق الصحيح بإغوائهم باللذات والشهوات العابرة...ومن يُضلل الله فما له من سبيل.
واجب علي وواجب على كل شخص أن يقول الحق ، وألا يضل مكبل اليدين ومن حوله يغرق في مستنقع الحرام سوا عن عدم أدارك أو جهل . لذا دعوني أذكر بعض أسماء من هم كانوا أهل الريادة والتطلع في هذا الأمر..والأسف كل الأسف..أن بعض كتبهم تُقرأ وتتداول إلى الآن على مرأى من الكل...ولا أحد ينبس ببنت شفة !
أولهم قاسم بك أمين الذي أول من دعا النساء إلى نزع الحجاب في كتابه الملعون ( تحرير المرأة ) سنة 1899...والذي حظي بحفاوة من الأنجلييز وترجم إلى لغتهم..إبان الاستيطان على مصر وقتها ..وقد كتب مصطفى كامل في ( اللواء ) بتاريخ 9فبراير سنة 1901 يقول: انتشر خبر كتاب ( تحرير المرأة ) في جهات الهند ، واهتم الإنجلييز بترجمته ، وبثّ قضاياه ،وإذاعة مسائله اهتماما عظيماُ: لما وراء العمل به من فائدة لهم ) . وعلى الرغم من البغض الذي سببه قاسم أمين في وقته ، حيث أقفلوا جميع الناس أبوابهم في وجه إلا رئيس الوزارة سعد زغلول..فلقد فتح بابه له وأخذ بيديه ويجوب به في الأسواق تحديا لهم من أن يمُس قاسم أمين..مع أنهم هددوه بأن يُضرب بالطوب إذا رأوه..لكن عجرفة سعد زغلول وسلطته على الناس...حيل دون ذلك..ولسعد زغلول تاريخ مخزي مع الحجاب .
فقاسم بك أمين الذي أحرق شبابه حين عاش ثلاثا وأربعين سنة فقط ، وخاض السنين هذه في محاربة الحجاب والدعوة إلى السفور ، والعجب كل العجب هو من اتبعه في هذا النهج المضل ..فها هو (رفاعة رافع الطهطاوي) الذي ذهب ببعثة إلى فرنسا وكان هو واعظهم وإمامهم للصلاة ، لكن المفاجأة عندما عاد ، فاخذ ينتقد شرائع الإسلام وآدابه وهذا ما كان واضحا في كتابه ( تخليص الإبريز في تلخيص باريز ) ذلك الذي كتبه في فرسنا ،والذي قرأه ( محمد علي باشا ) قبل أن يُنشر ، فأمر أن ينشر في الدواوين والمواظبة على تلاوته والانتفاع به في المدارس المصرية بل حتى وصل به الأمر أن أمر بترجمته إلى التركية... لقد ألتبس قلب رفاعة الطهطاوي حينما ذهب إلى فرنسا...فظل وأظل الناس من بعده
والقائمة وأفعال العار طويلة ، لكني أردت فقط أن أسلط الضوء على مواضع معينة لمن يقرا المقالة بأن ينتبه لها ،ليس أكثر.وأنا لست متخصصا في التاريخ..لكن هي حقائق وجب علي أن أتحدث عنها...وعلى سبيل المثال كتاب ( السفور والحجاب ) لنظيرة زين الدين سنة 1930..والذي كان شرارة الإفساد والذي زُكى من قبل علي عبد الرازق ..يطبع إلى الآن..ويتم تداوله بالرغم ما يحتويه من مخالفات شرعية واضحة وصريحة. وغيرهم من دعاة الضلال مثل..جمال الدين الأفغاني.. واحمد لطفي سيد..ومصطفى عبد الرازق..ونبويه موسى..وهدى شعراوي ..إلخ
ولو كان سهماً واحداً يُتقى لاتقيته
ولكنه سهمُ وثــانٍ وثــالثٌ
وقضيه الحجاب ، وما يخوض فيه الليبراليين في بلدنا الجميل ، لن تكفيه مقالة كهذه ، لكن هي غصة في قلبي أردت فقط أن أترجمها إلى كلمات..ولو أمدنا الله في العمر..لأسهبت في مقالة غيرها ، ولذكرت من الحقائق المخزية ماهية إلا تراجم لأفعال قد خُطط لها في الماضي..لكن للأسف..تُطبق الآن بكل حذافيرها من قبل بناتنا...ولا ننسى دور الإعلام المهم في هذا الموضوع...لكن تحتاج إلى مقالة غيرها.
فيا أختاه لا تغرك ألوان الحياة الخادعة...فأعلمي أن من يريد ( تحرير المرأة ) فو الله ما هو براغب إلا إلى ( تجريد المرأة )..وهم من قال فيهم عز وجل ( إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة والله يعلمُ وأنتم لا تعلمون )..انظري قال (يحبون أن تشيع الفاحشة ) ولم يقل ( إن الذين يحبون أن يفعلوا الفاحشة )..لأنهم يريدون فقط أن ينتشر الفحش حتى ولو لم ينالوا من لذة الحرام شيئا..
اللهم أحفظنا من الفتن ما ظهر منها وما بطن
والسلام عليكم