×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.

من السبب في كثرة الاخطاء الادارية للموظفين؟



من السبب في كثرة الأخطاء الإدارية للموظفين؟



الخطأ في حد ذاته ليس عيبا؛ فخير الخطائين التوابون، والخطأ خطوة توصل للصواب، ولكن العيب -كل العيب- في الاصرار على الخطأ والاستمرار في تكراره ، والأكبر من ذلك، المكابرة وتجاهل نصح الناصحين وعدم الرغبة في التصويب، لأن الغير نبه عليه.

لا شك أن ملاحظة ومنع الأخطاء الإدارية هى الهدف الأساس لأي منشأة ناجحة ولأي مدير أو موظف ناجح، ولا أحد يتمنى أو يتعمد الوقوع في الخطأ ، وإنما يقع فيه البعض إما نتيجة نسيان أو عدم معرفة ، وهؤلاء قلة يمكن تعليمهم وتصحيح أخطاءهم ، ولكن المشكلة هي في كثرة أخطاء الموظفين الناتجة عن نوعية المدير وأسلوب تعامله وضغوط بيئة عمله، حيث يتصف بعض المديرين بسلوك يتسبب في كثرة أخطاء الموظفين ، ونذكر من ذلك على سبيل التمثيل لا الحصر التالي:

تجاهل المدير ظروف الموظفين وعدم مراعاتها وعدم الاستجابة لاحتياجاتهم ، ومراعاة حالتهم النفسيه ، والأحداث الجاريه فى حياتهم، وفهم سلوكهم؛ مدعاة لكثرة الخلافات والاختلافات وفقدان الموظفين انتماءهم وحبهم للعمل، وهذا بدوره يزيد من كثرة الأخطاء.
غموض المدير وعدم اعطائه توجيهات واضحة ومحددة للموظفين ، يجعلهم لا يعرفون ما يفترض أن يفعلوه ، ونتيجة لذلك تقع الأخطاء.
غياب ثقة المدير في الموظفين وفي أدائهم يتسبب فى عدد من التصرفات الضارة والأخطاء الجسيمة؛ فالمتابعة والتدقيق المستمر ومعاملة الموظف كما لو كان غير مؤهل للثقة - بملاحظته، وتتبع كل كبيرة وصغيرة عليه، وتوجيه اللوم له على كل فشل طفيف يفقده بلا شك الثقة بالنفس.والوقوع في الأخطاء، إذ يجب أن تكون المتابعه متزنة والثقة كبيرة لجعل الموظف يرتقي لمستوى توقعات مديره ويحرص على أن تقل أخطاؤه.
عدم انصات واستماع واصغاء المدير للموظفين وإشعارهم بقيمة أفكارهم وأهمية معلوماتهم يحبط همتهم ويضعف مبادراتهم ويضاعف اخطاءهم.
طلب المدير الرأي من الموظفين بعد اتخاذ القرار بأسلوب تفردي يشعرهم ا أنه لا أهمية لرأيهم، وهذا يضعف مشاركتهم في صنع القرارات ويعرضهم للأخطاء، حيث أن تمكين الموظفين من المشاركة في اتخاذ القرارات وأخذ أرائهم هو اساس انتماء الموظف للعمل، وحرصه على تجنب الأخطاء.
تغاضي وتجاهل المدير لمشاكل الموظفين بحجة أنها سوف تختفي من تلقاء نفسها بفعل الوقت دون حاجة للتدخل في حلها، ربما يصعدها للأسوأ. وعدم التدخل في حل المشاكل -بغض النظر عن نوعها أو حجمها- يعوق الإنتاجية والدافعية على العمل، ويضعف العلاقة بين الموظفين ويشوه بيئة العمل، ويزيد من الأخطاء الإدارية.
تشجيع المدير للنميمة وكثرة القيل والقال يعكر بيئة العمل ويفسد العلاقة وينشر الكراهية وعدم الثقة بين الموظفين، ومثل هذه الأجواء تعتبر سببا في كثر الأخطاء، والشاعر يقول: عندك حكى فيني وعندي حكى فيك.. فأصبحت كارهنا وحنا كرهناك !
حجب المدير للمعلومات عن الموظفين واعتبار أن كل ما لديه سري يجب أن لا يطلع عليه غيره، من أكثبر العوامل التي تتسبب في كثر اخطاء الموظفين ، حيث أن تقاسم ما يعرفه المدير من معلومات مع الموظفين يمكنهم من معرفة ما يجب عليهم فعله ، ويجنبهم الأخطاء .
عدم معاملة المدير جميع الموظفين معاملة عادلة وشعورهم بعدم المساواة في التعامل تقوض الجهود الرامية لإدارتهم وكسب تعاونهم، كما أن عدم شعور الموظفين بانهم داخل دائرة إهتمامات المدير، يجعلهم يعتقدون أنه يظلمهم ويميز الآخرين - حتى وإن لم يفعل ذلك. هذا التصور يدمر ويقضى على روح العمل الجماعي والإنتاجية والنجاح وبالتالي عدم الحرص على تلافي الأخطاء.
تنصل المدير من مسؤولية الأخطاء الإدارية عند وقوعها، والقاء اللوم على الموظفين وعدم تحمل المسؤولية والمواجهة والدفاع عن الموظفين وحمايتهم، يضعف ثقتهم فيه، ويحط من قدره واحترامهم له ولا يشجعهم على المزيد من الحرص على تلافي الأخطاء، والأسوأ فقدان احترام الإدارة العليا، لأنه شخص لا يتحمل المسؤولية ولا يشارك مرؤوسيه فى حل المشكلات ، ويهدد حياته المهنية، لان القاء اللوم على الموظفين لا يعفيه من المسؤولية.
تسلط وتفرد واستبداد المدير وشعوره بالزهو والغرور وحب الذات دون مراعاة أو اهتمام بقيم وأخلاقيات المهنة ، واقتصار الاتصال والتواصل اليومي في العمل ببعض الموظفين المقربين، ممن يوافقونه ويدعمونه ؛ بوسع الفجوة في سوء العلاقة والاتصال وتبادل المعلومات بينه وبين عموم الموظفين، مما يتسبب في تهيئة أجواء سلبية لا تشجع الموظفين على الاهتمام والتدقيق والحرص على تجنب الأخطاء في اتخاذ القرارات الإدارية لكونهم مهمشين وغير مشاركين فيها.

قبل الختام نؤكد على أن هناك علاقة بين تعامل المدير مع الموظفين وكثرة أخطائهم، حيث أن تعامل المدير السلبي مع الموظفين يعد أحد أهم أسباب كثرة الأخطاء الإدارية التي يقع فيها الموظف، ولذلك نرى أن معالجة مشكلة كثرة أخطاء الموظفين يجب أن تبدأ من المدير وليس الموظف..

ختاما الواجب علينا أن لا نحمل الموظف المسكين وحده كثرة الأخطاء في العمل، لأن العمل منظومةأفراد وأجهزة وتجهيزات ومعلومات ونظم وبيئة، ولا يمكن تجزأتها وحضؤها في موظف، والعلاج يجب أن لا نستثني أي عنصر من عناصر هذه المنظومة، وإنه لمن الظلم أن يتحمل الموظف كامل المسؤولية وهو لا يملك كامل السلطة ولا مطلق الصلاحية. والرأس اذا كان كثير الأفات، فلا تسأل لماذا يعتل البدن!
 0  0  101745

الأكثر قراءة

سمير المقرن الحادثة التي نشرتها جريدة «اليوم» بداية هذا الأسبوع...

03-17-2010 06:11 الأربعاء

لأول مره التعبير عن التعبير عوض الأحمري منذ أن حملت مع أبناء...

06-28-2010 06:05 الإثنين

نشرت صحيفة «الغد» الأردنية في عددها الصادر يوم 21/2/2010 الإعلان...

03-13-2010 06:52 السبت

المقابلات الشخصية للضرورة أم للمحسوبية مسفر القحطاني...

06-26-2010 10:30 السبت

ترقبوا ؟؟؟ نورة الاحمري لقد كان من كم يوم هدية من خادم...

09-05-2010 11:10 الأحد

لعنة000الكرسي !البعض يعتقد انه الأمر الناهي منذ أن يتسلم مسؤولية...

09-02-2010 11:38 الخميس

محتويات

التربية بالسكاكين

التربية بالسكاكين

سمير المقرن الحادثة التي نشرتها جريدة «اليوم» بداية هذا الأسبوع عن تعرض طالب لم يتجاوز عمره إثني عشر عاماً..

03-17-2010 06:11 الأربعاء   77664
لاول مره التعبير عن التعبير

لاول مره التعبير عن التعبير

لأول مره التعبير عن التعبير عوض الأحمري منذ أن حملت مع أبناء هذا الوطن حقيبة المدرسة وأنا أتلقى و أتلقن مواضيع..

06-28-2010 06:05 الإثنين   87961
وظيفة سعودية في صحيفة أردنية

وظيفة سعودية في صحيفة أردنية

نشرت صحيفة «الغد» الأردنية في عددها الصادر يوم 21/2/2010 الإعلان التالي: «فرصة عمل في المملكة العربية السعودية، مطلوب..

03-13-2010 06:52 السبت   71098
المقابلات الشخصية للضرورة أم للمحسوبية

المقابلات الشخصية للضرورة أم للمحسوبية

المقابلات الشخصية للضرورة أم للمحسوبية مسفر القحطاني دخلت في الآونة الأخيرة عملية إجراء المقابلات الشخصية..

06-26-2010 10:30 السبت   73206

جديد الفيديو