آفة في كل بيتك ، فحذر !
أيها القراء ، السلام عليكم ، تقبل الله صيامكم وقيامكم وصالح أعمالكم ، أحببت في هذه المقالة إن كانت مقالة بحق أن أسلط الضوء على زاويا مهمة جدا ، بل إني لأتعجب من بعض كتٌاب الصحف سواء الورقية أو الالكترونية في قلة عن ذكر هذا الموضوع---على حد علمي--الذي سأكتب عنه ، لأنه في الحقيقة أمر أشبه ما يكون دس السم في العسل ، ويا للأسف !!
ما أردت أخباركم به أيها الرائعون ، هو الفكر المضل عند من حسن كلامه وشٌهد صلاحه ، حقيقة أقول ولا افتري على أحد بسوء والعياذ بالله ، وما ذكرت هذا إلا لأن الأمر خطير ويجب التصدي له ، وكما هو معروف عند عامة الناس من وجود رجالا صالحين في مجتمعهم لكن سرعان ما تٌفجع بأنه كان يخطط لعمل ما يسيء للبلد أو لأبنائه ولا حاجة للتفصيل هنا .
كما تعرفون أيها السادة أن العالم اليوم أشبه ما يكون قرية صغيرة ، تعرف ما يحدث في شمالها وجنوبها وشرقها وغربها وأنت قابع في مجلس بيتك! ، لقد تطورت التكنولوجية اليوم بشيء يدعوا إلى العجب والعجاب ، ولو حدثت شخصا في الزمان الغابر عن هذه التطورات لسفهك ولأدعك من المجانين! .
وإني لأخص من هذه التطورات شيئين رئيسين هي للتواصل الاجتماعي ، وأكاد أجزم انه في هاتف كلاً منا هذه الأيام ، بل لا تخلو منها بتاتا وهي ( تويتر و الانستغرام ) كما تعرفون صيتها وعلى أي قدر من الشهرة هي !. أيها القراء المباركون يجب علينا الحذر كل الحذر من هذه البرامج ، وأرجوا أن تنتبه منها جيدا ، وكما تعرف أن لكل شيء طريقين لا ثالث لهما ، سواء إيجابي أم سلبي ، ولأن ما عصف بي وفار بعقلي وجعلني أكتب هذه الشبه مقالة هو أنني صُدمت بأناس سواء أعرفهم على المستوى الشخصي أم على المستوى دعنا نقول ( الانستقرامي والتويتري ) ، صُدمت بأن لهم باعا في العلم والوقار ، وإنك والله لتستخدم السلم وتصعد إليه ، لكي تأخذ كتابا ما في أحد الرفوف العليا من كثرة ما يملكون من الكتب النفيسة ، أهل علم ومعرفة، لكن الآفة كانت في فكرهم فلا غبار على ما يقتنونه وهي كتب معروفة ومعلومة لكل عالم دين بل يُنصح بها ، لكن فكرهم الذي مال ميلا عظيما هو أساس المشكلة ، فأنك تجد رغم تحذيرات المملكة المباركة من أن جماعة الأخوان هي جماعة إرهابية وأن من يتعامل معها بأي طريقة سوف يحيل إلى العقوبة المستحقة ، وغم كل ذلك تجد أن بعض من وصفه ب( أهل العلم ) يضعون صورة الرئيس السابق محمد مرسي ويعلقون عليها بمثل هذه العبارات ( أنت مسجون أيها السجين لأنك على الحق ) أو يضعون صورة أحد مشاهير من انضموا لها وهو سيد قطب فيكتبون ( رحمك الله أيها الشهيد المظلوم ) ، وهكذا من العبارات التي لا تظهر إلا في الخفايا وفي زوايا مظلمة ، حتى وصل بهم الحال أنهم يضعون صورة الملك حفظه الله ويتكلمون عن البيعة وصحتها ، وهم من أبناء هذا الوطن . وكما تعرفون بأن التواصل الاجتماعي أصبح اليوم ليس حكرا على الكبار بل يستخدمه الكبير والصغير فما بالك لو أطلع أحد الصغار على هذا وأصبح في حيرة من طرفي الاختلاف بين ما تقوله المملكة وبين ما يحسبهم أهل صلاح وخلق ؟! كيف بالله عليك سيرشد إلى الطريق الصحيح ؟ ولا تسنى الخوارج الذين هم من رحم القاعدة ويطلقون على أنفسهم بـ( داعش ) . الذين ظهروا في الشام وسيطروا على العراق الحزين وكيف أن التواصل الاجتماعي قد وسع من سمعتهم وأشهرهم و هو يعد السبب الأكبر مع المحرضين في نزوح أبناء البلد نحو العراق والشام وهم وأجزم على ذلك لا يعرفون أين الحق ، إن كان المقاتلين قد اختلفوا فيما بينهم في تعدد الوجهات والفرق ،وهم أهل البلد التي تقع فيه الحرب ، فكيف سيهتدي هذا الغريب القادم من دولة أخرى ؟! قد تجده شابا يافعا متحمسا يريد نصرة الله ورسوله ولكن مع الاختلاف هذا سيجد نفسه في نهاية الطريق لا قدر الله ، يواجه مسلما مثله ، وربما قتله ، وقد حصل هذا ! .
عـــرفت الشــرَّ لا *** للشر لكن لتـوقيه
ومن لم يعرف الشر *** من الناس يقع فيه
وكلامي هذا ليس تعميما على الناس كافة بأن كل من أملك خزانة كبيرة من الكتب تجده في فكره شيء ما ، بل أكتب ما شاهدته عيني وعلمته . لكنهم كثر في هذه البرامج سواء في ( تويتر ) أو ( الانستغرام ) فيجب علينا أن نحذر منهم ، وأن ننتبه لأبنائنا وإخواننا من شرور هؤلاء الذين لا يتبعون إلا أهوائهم وما طغت عليهم ، فنحن الآن في عصر لجج قد أشكل على الناس معرفة الحق المبين ، وما علينا ترديده دائما هو الدعاء المأثور عن عمر ابن الخطاب رضي الله عنه الذي ذكره البهوتي في كتابه شرح منتهى الإرادات (3/497 ) وعزاه إلى عمر رضي الله عنه وهو " اللهم أرنا الحق حقا ، وارزقنا أتبعاه ، وأرنا الباطل باطلا ، واجتبنا اجتنابه ، ولا تجعله ملتبسا علينا فنظل ، واجعلنا للمتقين إماما "
ورحم الله قارئا قال : آمين .
والسلام عليكم .
ولكم مني جزيل الشكر ..هشام ،