الأخبار الناعمة
كانت نشرات الأخبار المحلية خاصة والبعض من العربية والعالمية من قبل .. تـتمتع بنوع من الاستقلالية الذكورية في الأداء والتقديم ، وكان الخبر يأتي ونسمعه بصوت مرتفع خشن فيه الوضوح والملائمة والقبول ، وذلك الصوت الناقل لذلك الخبر يأتي على مسامعنا وكأنة موافق للمادة ، بما تحتويه من مشاهد وأحداث ، واليوم نسمع الأخبار المحلية والعالمية المحزنة والقاسية والدامية والأخرى منها بصوت ناعم رقيق لا يكاد يسمع من رقته ، يصدر من خلال مذيعة أتت من بعد طول ترميم من الماكياج والصنفرة والقص واللصق والنفخ .!!
تأتي تلك المذيعة على الجميع بظهور مغزي ، ومنظر مقزز ، وشكل مصبوغ لتقدم لنا مادة إخباريه على الطريقة الرومانسية رغم ما فيها من ويلات وكوارث وأحداث مخيفة ولكنها مادة إخبارية بصوت ناعم شفاف ، تنقل تلك المذيعة ذات الجمال المصنع ... خبر الموت والحروب والكوارث والبراكين والزلازل والفيضانات بدم بارد مع إمالة للفم بطريقة مائعة مع كل خبر وتغنج سافر ومعيب ... وكأن البلاد لا يوجد بها رجال ..!! أو كأن المسئولين سئموا من سماع صوت الذكور واتجهوا بالإكراه للتغيير إلى سماع و إسماع صوت الإناث كرهاً حتى يأنس المشاهد بالصورة مهما كانت فاجعة الخبر .!
تلك المذيعات اللاتي يتصدرن تلك الشاشات .. هن نساء !!
وقد حذر سيد الخلق عليه السلام من فتنة النساء .. ولكن مازالت العقول تهوى الفجور ، وتنسى وتجافي كلام الرسول صلى الله عليه وسلم من أجل شهوة السماع والنظر .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من سن في الإسلام سنة حسنة، فعمل بها بعده كتب له أجر من عمل بها، ولا ينقص من أجورهم شيء، ومن سن في الإسلام سنة سيئة، فعمل بها بعده كتب عليه مثل وزر من عمل بها، ولا ينقص من أوزارهم شيء ".
اللهم جنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن ..