الإعلام يتعرى في رمضان !
في شهر رمضان المبارك يكثر السذج المتابعين لأحدث المشاهد واللقطات والبرامج السخيفة - وكأنهم أعجاز نخل خاوية !
فلا دين يردعهم ، ولا أخلاق توقظهم ، و لا قيم تحرك ما في صدورهم، حتى ينتهي بهم شهر رمضان المبارك وهم بين جمع الشبهات والشهوات ، والمعاصي والمنكرات !
طبيعي أن يستغل الإعلام السلبي تلك العقول الناقصه ويغذيها بما يريد ، ويتفنن في إغوائهم وتمرير الفتن والمعاصي على قلوبهم الميتة حتى تبقى الأنفس نتنة بما رأت وتبقى القلوب مجخيه بما تشربت !
إن الصمت عن أفعال السفهاء ، والجهّال ، والرضى والقبول بها ، له عواقب وخيمه جداً ، وتكون تلك العواقب جلية للجميع حينما يقمع الآمر بالمعروف ، ويقرب الداعي للمنكر ، ويبقى العبث هو سيد الموقف وهو المألوف !
وبذلك تبدأ قصة الفتنة برعاية الفساد في الأرض .. إذ أن العلماء وطلبة العلم والدعاة هم صفوة الأمة ، وبهم تقاد سفينة النجاة إلى بر الآمان ! والعامة من الناس .. يتتبعون آثار كبرائهم إما إلى الصلاح والفلاح وإما إلى الغفله والإنسلاخ من القيم والمبادئ !
وقد أبتلى الله تعالى المؤمنين والمؤمنات بفتن كثيرة ، من ضمنها فتنة السفهاء والرويبضه وهم كثر بلا شك لإن كثرتهم لا تأتي إلا عندما يحاصر المعروف ويوضع له ضوابط وشروط وتعليمات ويقيد بمواد ولوائح .. ويفتح في المقابل الباب على مصراعيه لأهل الفساد دون أي ضوابط أو شروط ، وبالتالي وقعت الفتنة وقوبلت برضى البعض من الناس، وإنكار البعض الآخر ، وبصمت البعض من العلماء .. وغالباً ما تكون النتيجة الطبيعة لتلك الواقعة هو الشتات والضياع والعبث والإفساد !
في عصرنا هذا .. لم يجد الغيور وصاحب العقل ، والمتبصر لواقع الحال كلمة ليعبر بها عن الواقع إلا الصمت والإنكار بالقلب كونه أضعف الإيمان ، ولكن ذلك الإنكار لم يغير من المنكر شي بل أصبح الإنكار فرصة للسفهاء ليزدادوا سفهاً على سفه ، وعبثاً على عبث ليبقى الحال كما يشاهده أولي الألباب !
فالعالم أو الداعية إذا تحدث بما ينفع الناس قوبل بالاستهزاء والسخرية من ثلة أصنفهم ( بالحثالة ) وساعد فكرهم ذلك الإعلام في إشعال لهيب الفتنة دفاعاً عن المنكر وإنكاراً للمعروف .
الإعلام السلبي من الخاص والعام أضحى يناقض نفسه بنفسه .. فهو يدعو في شهر رمضان المبارك في كل عام مابين صلاتي العصر والمغرب من خلال برامج للفتوى والعبر والأحكام والدرر ، وبعد المغرب ينقلب الحال وينكشف الستار ليبث الفساد والعار على مرأى ومسمع من العباد !
كما أن الإعلام يستضيف هنا وهناك كوكبه من العلماء والدعاة والمختصين لمناقشة ولبحث بعض المشاكل والقضايا التي تدمر الأفراد والأسر والمجتمعات ، وينتهي ذلك البرنامج أو اللقاء بشكر الضيف وتقديم الوعود من مقدم البرنامج بأن تكون هناك حلقات ولقاءات أخرى للبحث والمناقشة !
هنا .. نحن نكذب على أنفسنا .. وقمة الغباء أن تحث الناس بما ليس فيك .. فإعلامنا يدعو من جهة إلى حل المشكلات والقضايا الواقعة في المجتمع سواء كان ذلك من ( سوء الخلق ، وضعف التربية ، كثرة الطلاق ، العوانس ، مشاكل الشباب ، السرقات ، الجرائم الآخرى ) وفي المقابل يبث الإعلام لذات المجتمع الذي نريد إصلاحه بسموم كثيرة هدامة وخبيثة.. وكأن الإعلام يشرع للعالمين ديناً آخر ويدعوهم للإختيار !
إن وزارة الإعلام تجهل دورها الديني ، والفكري ، والتربوي ،والاجتماعي ، الذي يجب أن تقدمة للأجيال في الحاضر والمستقبل وهي كالتي تبني بيتاً جميلاً أول النهار وتهدمه آخر النهار !
يا وزارة الإعلام يا أيها المستشارون يا أصحاب الشهادات العليا
ليست الحكمة في كمية ما تقدمون بل الحكمة في نوعية وتأثير ما تبثون .. وهل كل ما تقدمونه موافقاً للضوابط الشرعية !؟
وأعلموا أن ما تبثونه في شهر رمضان أو في باقي شهور العام ، للناس ترسل كرسائل ضمنية هنا وهناك ولسان الحال يقول أن بلاد الحرمين يحكمه القران والسنة ولكنكم تصدرون لنا ولهم عكس ذلك !
شهر رمضان شهر عبادة وقران ولكن شهر رمضان في عصر التطور والحرية والإعلام ، أصبح شهراً لايعرف حقه ، ولايقدر وقته .. بل وأصبح عند السفهاء فرصة لتضليل العباد وإغوائهم .
إن الجميع تقع عليهم المسئولية وبخاصة العلماء والدعاة من حيث السماح بخروج المنكرات وعلانية بثها دون احتراما للشهر الفضيل ودون احتراماً للذوق العام فيما يقدم ويبث !
وهم مسئولين أمام الله عن كل مخالفة أو عن كل إعلان للمنكر والجهر به .
إن وزير الإعلام مسئول .. كونه إما ناشراً للفساد ، أو محارباً له ويقع عليه وزراً من خلال دعمه لنشر وبث مايبث الآن .. فقد يجهل ما أقول ، أو قد يعلم ما أقول ، ولكنني أذكره بعذاب القبر ورحلة البعث والنشور !
فهل لدية كوزير حينئذ جواباً يستطيع من خلاله الدفاع عن نفسه!
أم أنه يضن أن يدخل الجنة بجواز سفر دبلوماسي ، أو أن منصبه سيخوله لدخول الجنة !
تقاس الأعمال يومئذ أمام ملك الملوك ، وبعدها سوف يقر الجاني بما قدمت يداه بل سوف تشهد عليه الجوارح وسوف يدرك مدى التأثير على الناس إما بالحق أو الباطل !
فيا معالي الوزير .. أختر لنفسك طريقاً تراه مفضلاً وتحب أن تمضي معه فاليوم وزير وغداً ستكون بين يدي العلام الخبير !