خوف وخيانة وخطايا
ثم استقر عندها لايحيد عنها.. وهو حديث يبدأ بنكتة او تعليق ذكي وغمز ولمز ثم ينتهي كئيباً ومراً.. لـمـاذا الرجال يخونون زوجاتهم طرح احدنـــا هذا السؤال بهذه الصيغة بالضبط ... فرد عليه الأعزب الوحيد بيننا : ولماذا لاتقول إن النساء أيضاً ميالات إلى الخيانة ؟؟؟ تلبد الجو .. وانبرئ ثلاثة يقولون بصوت واحد : ( الأمر مختلف المرأة لا تشعر بالحاجات ذاتها التي ينزلق إليها الرجل , إنها قادرة على الاكتفاء برجل واحد بل لاتتوازن إلا مع هذا الرجل الذي ارتبط بها شرعآ هـل معنى هــذا ان الرجل يتوازن حين يخون ؟؟؟؟ كان السؤال أشبه بفخ عميق ينطوي على خبث مـا ؟؟ وهنـاك من
يؤمن إيماناً قاطعآ بأن المرأة تتحمل خيانة الزوج بالقليل من الضرر والدموع ثم تنسى كل شئ وتتعود وتروح تتغاضى طالما أنه عائداً إليها في آخر النهار أو مع أول الصـبـاح.. أمـــا الرجل فأن تخونه إمرأته فهذا يعني الانتفاض والمسدس والطرد والكُفر بالله ( الدم ولا شئ غيره ) ومن يكظم ويستر وينفصل بالحسنى فهو جـبان وقليل الرجولة وعديم شرف كلنا تربينا على هذه المفاهيم والمبادئ الإجتماعية الموضوعة . كــان حوارنا الذي يدور همساً يدخل في أنفاق مظلمة على الرغم من البدر الواقف على رؤؤسنا .. وبدأ يُبدي ضيقه ويطالب بتغيير موضوع الحديث لكــن الأعزب الوحيد بيننا أصر
على المُضي في نبش السلوك الذي يدعي انه متأصل لدى الانسان .. بدأنـــا بالخيانة التي يراها الزوج انها صغيرة عندما يرتكبها في حق شريكة حياته وانتهينا بمواضيع تدل على الملل من الموضوع نفسه من المؤسف جداً ان عبارات ( لحظة شقاوة ) , (طيش شباب ) ( باقي ما ركد ) الخ هذا ما يقابل به المجتمع خطيئة الرجل ؟؟؟ فـهـل هو صغير العقل لكي نبحث له عن أعذار .. طرح نصف الأعزب السؤال وكان واضحاً أنه لايزال على عتبة المعمعه .. ولم يزلزل الحديث قناعاته بعد... إنه في ذروة حب الحياة الجديدة المُنتظره لم يجرب التكرار والملل وأحاديث الواجبات الاجتماعية وأخبار الجيران .. وفـــســتان بنت عمي وتسريحة بنت خالي التي يعلق الرجل ملله من زوجته على هذه الشماعة لكي يجد له عذراً للبحث عن خيانات يوهم نفسه انه على حق في هذا الفعل الخاطئ .. وأخيراً .. ليس الرجل قاصرآ عديم المسؤولية .. لكنه يستخف بها لأن الــمجتـمع لا يحسابه كما يُحسب غيره .
دمتم بخير ..
هشام بن عبدان العبدان