كان يا ماكان
فوزية فواز
كان يا ماكان كان هناك فتاة مسكينة لا تجد قوت يومها وتعبت وهي تبحث عن وظيفة كي لا تمد يدها للغير
وفي يومٍ من الأيام قابلها رجل ضخم قوي البنية أمسكها من تلابيبها وهددها بالموت أو السجن
فاختارت السجن بالتأكيد , على الأقل السجن ستكون على قيد الحياة ( حب البقاء )
وهي في السجن كان الرجل الضخم كل يوم يرمي لها بعض الطعام , شعرت بمعدتها تكاد تتمزّق من هذا الطعام المتشابه , تعجبت من ذلك فهذه طريقة للحكم على شخص ما بالموت
يستخدمها بعض إدارات السجون
ومرت السنوات وهي على هذا الوضع
ثم بعد خمسة أعوام
جاءها الفرج , الخروج من السجن ولكن بشرط ألا تتكلم ولا تتظلم ولا تشتكي بل ( تبلع العافية وتسكت )
وخرجت ورأت الحياة وبدأت الدنيا تبتسم لها
ولكنها فوجئت أن لها ورثاً كبيراً عند قريب لهذا السجان الذي رفض إعطائها حقها
بل إنه أنكر أن يكون لها الحق بالمطالبة
وأُسقط في يدها
لأنها وافقت على شرط السجان ( لا تتكلم ولا تتظلّم ولا تشتكي )
ومن حولها من ينعم بحقه كاملاً دون نقصان
لأن قوي ويستطيع الدفاع عن نفسه ويستطيع الذهاب للمطالبة بحقه
أما أنتِ أيتها السجينة المسكينة فليس لكِ الحق بأي شئ
إنني أتعجّب أن يتحول الموضوع وعلى الهواء مباشرة إلى ضحك ومُداعبة وكأن أمر الدرجة المُستحقة أمر في غاية السخف والبلاهة
لم أجد في كلام الأستاذ / الحميدي أي منطق أو عقلانية وكانت الأستاذة : منى قوية بحجتها والتي للأسف لم يُنظر لها بعين الاعتبار رغم منطقها القوي وأسلوبها الرائع في الدفاع عن المُعلمات
إنني أتمنى أن يُنظر لقضيتنا بعين الحق والعدل لا شئ غيره