رفقاً بالمواطن يا ساهر
عالية الشلهوب
لا أحد يشك في حجم الخسائر الكبيرة لحوادث المرور وضرورة فرض الأنظمة والجزاءات على المخالفين، ويكفي ما تضمنه تقرير صادر عن الادارة العامة للمستشفيات بوزارة الصحة يوضح أن متوسط عدد المصابين جراء الحوادث المرورية يبلغ أكثر من ٢٧٥ ألف مصاب سنوياً، يتوفى منهم نحو ٦ آلاف شخص بواقع ١٦ وفاة يومياً ليصبح المعدل الشهري للوفيات بسبب الحوادث حوالي ٤٨٠ حالة وفاة! وكأن هذه نتائج حروب وكوارث -لا حول ولا قوة إلا بالله- وهذا ما دعا القائمين على شؤون ادارة المرور وضع هذه الرسوم العالية على المخالفين، نحن نتفق على ضرورة الحزم والشدة في عدم التلاعب بأرواح الناس من المتهورين وكبح جماح هذه المآسي الكبيرة في الحوادث. ولكن في المقابل نجد أنفسنا ونحن نعالج قضية أن نقع في مشكلة أخرى! وهي حدود هذه المخالفات وتأثيرها على دخل المواطن، على سبيل المثال هناك مواطن دخله الشهري حوالي (٧) آلاف ريال يدفع تقريباً نصفها في أقساط وديون، وبعد تطبيق نظام ساهر، تعرض لحوالي (٧) مخالفات مرورية في شهر واحد اعتقد انه لم يستوعب النظام أو التوعية بحدود رسوم المخالفات، كانت حصيلة كل مخالفة (٥٠٠) ريال أي انه دفع من راتبه حوالي (٢٥٠٠) ريال، فماذا بقي له ليصرف على أسرته، أنا هنا لا أدعو إلى التساهل مع المخالفين ولكن أن يكون تجاوز السرعة المسموح بها ١٢٠ كيلومتراً بالساعة بمعدل (٥) كيلومترات اضافية أي ١٢٥ كيلومتراً ليدفع (٥٠٠) ريال فهذا مبالغ فيه! لماذا لا يتم التدرج فمثلاً لكل ٥ كيلومترات يتم تجاوزها يدفع (١٠٠) ريال، وهكذا، لأن الهدف هو كبح جماح السرعة وليس زيادة دخل المرور بهذا الشكل، ومن الضرورة أن يتزامن ذلك مع برامج توعوية وتثقيفية أكثر من هذه القسوة في حدود ورسوم المخالفات حتى لا تجرنا إلى مشكلة أكبر في قضايا الدخل وحاجات الناس، خاصة وأن نظام ساهر الالكتروني لا يعرف المجاملة إلا عند التظلم عند هيئة الفصل في ادارة المرور وهنا تحدث الأمور الشخصية في التخفيض والأعذار والواسطات، لا أود أن يفهم من طرحي هذا الرأفة بالمخالفين، بالعكس فأنا مع ايقاع العقوبات الرادعة حتى وإن سحبت الرخصة منه، في حال التكرار، ولكن كحدود للرسوم، أراها عالية جداً وحتماً ستؤثر على تكاليف المعيشة خاصة لأصحاب الدخول المنخفضة وهناك وسائل مجدية في ايقاع العقوبات وايقاف السائقين بدلاً من هذه الرسوم العالية، خاصة مع استخدام برامج التوعية والتثقيف، ولأني أعرف أن هدف نظام ساهر هو الحفاظ على أمن الطرق وأرواح الناس، وليس في تنويع مصادر الدخل الوطني!
** خاطرة:
حتى أحلامنا لها مدة صلاحية تنتهي بطول بقائها في آفاق الخيال!