تعصب أعمى أم تقليد أعمى
يتعصب الناس لمعتقداتهم
ورؤيتهم عندهم هي الصحيحة ولا صحيح غيرها
ولا علاقة لهم بخطأ أو صواب هذه المعتقدات
كما أن التعصب الديني لا يختلف في شيء أبداً عن ما سبق
سواء أكان قومياً أو عرقياَ
وعلم النفس يؤكد على ذلك في دراسته لنفسية الإنسان المتعصب
ليظهر لنا بأن التعصب يحركه بواعث نفسية
قد تكون في بعض الأحيان مرضية
لا علاقة لها بصحيح أو خاطئ.
إن المتعصب عندما يقوم بإدراك موضوع ما
فإنه لا يأخذها على أنها مجرد أحد المعطيات النسبية للحياة الإنسانية
أو أنها مجرد رأي يضاف إلى آراء أخرى عديدة
لكل منها الحق في خوض غمار التحقيق
لا ... بل إنه حينما يدركها إدراكاً إيجابياً
فسينظر إليها باعتبارها حقيقة وحيدة كاملة ناصعة البيان دامغة الحجة لا تضاهيها حقيقة أخرى
أما لو أنه يدركها في جانبها السلبي (رؤى الآخرين المخالفة) فسيراها ثاويةً في أقصى يسار الحقيقة عارية من كل ما يمت إليها بصلة.
مفاصلة مع كل ما يتصل بالخير أو الجمال أو الفاعلية أو الإبداع الإنساني
مفاصلة نهائية لا رجعة فيها،،،
ويترتب على تلك النظرة (اللاواعية) أنه سيعتبر كل من يشاركه الإدراك بجانبيه (الإيجابي تجاه رؤيته المذهبية والسلبي تجاه رؤى الآخرين) فهو السعيد سعادة لن يشقى بعدها أبدا، بنفس الوقت الذي يرى فيه كل من لا يشاركه إدراكه ذلك على أنه من أشد التعساء.
إذن هناك أشياء كثيرة تعمى البصر والبصيرة
فتجعل الإنسان يرى الحق باطل ،،، ويرى الباطل حق
وتعصب الإنسان اكبر دليل على عدم اعتبار العقل والثوابت والمنطق
فذلك يجعله في حالة من اللاوعي لن يفلح فيها الاعتذار.
"لذا يرفض الإسلام أخذ الأمور عن طريق التقليد الأعمى
ويطلب أخذها عن طريق المعرفة والاقتناع
وهذا لا يتأتى إلا بعد الاطلاع على مجمل الآراء
ومعرفة الصواب منها عن طريق إعمال العقل مع صحيح النقل.
وتعرَّ من ثوبين من يلبسهما .... يلقى الردى بمذمةٍ وهوان
ثوب من الجهل المركب فوقه .... ثوب التعصب بئست الثوبان
وتحلَّ بالإنصاف أفخر حلة .... زينت بها الأعطاف والكتفان
واجعل شعارك خشية الرحمن مع .... نصح الرسول فحبذ الأمران
أخوكم / أبو فيصل فهد إبراهيم الشميمري
كاتب بصحيفة الخرج أون لاين العالمية الشعلة فخر الخرج