ليس المهم كيف توزع الثروة
تشهدت بعض الدول العربية ثورات واضطرابات ومشاكل سياسية , واذا بحثنا عن السبب في حدوث تلك المشاكل السياسية لوجدنا أن العامل الاقتصادي هو السبب , فالكثير من الدول العربية تعيش في أزمات اقتصادية طاحنه متمثله في فقر وبطالة وديون وتراجع نمو الدخل الى غير ذلك .
إذا عدنا الى عبارة فرنسيس فوكوياما لوجدناها تعطي صورة واضحة عن يمكن أنها تنطبق على بعض الدول العربية التي تشهد أزمات اقتصادية والتي دخلت في اضطراب سياسي طويل أدى إلى تفاقم الأزمة الاقتصادية وتدعيها على نحو كبير بعدما كانت تعيش لنقل وضعا أفضل مما نشهده حاليا ,ولقد ضرب فوكوياما مثال مشابه لبعض حال الدول العربية الآن , فقال : لقد كان الاقتصاد الأرجنتيني عام 1913 في أوجه قوته وان دخل الفرد يعادل دخل الفرد السويسري اليوم , ولكن الوضع تبدل الآن بشكل جذري وذلك بسبب دخول النقابات والهيئات والجمعيات المختلفة في سلسلة من الإضرابات المتكررة والمتعاقبة التي تطالب برفع الأجور وزيادة الدعم مما عطل عجلة التطور والتقدم وارتفعت نسبة البطالة في البلد وزاد وضعه الاقتصادي سوء بعدما دخل في تراكم الديون الناتج عن الاقتراض الخارجي وأصبح رهينة لمصالح المقرضين الذين ساهموا في نشر الفساد المالي داخل البلد .
في واقعنا العربي انصب التركيز على توزيع الدخل أو الثروة بشكل عادل داخل البلد ومحاربة الفساد وهذا يعد مطلب شرعي , وهو سائد في الكثير من البلدان المتطورة والمتقدمة التي تملك قاعدة صناعية ثابتة ومسيطرة على السوق العالمي منذ زمن , والتي تتعامل مع المشاكل السياسية بشكل مغايرا لواقعنا فهي تحلها بطريقة منظمة بعيدا عن الفوضى المستمرة التي تعطل كافة نواحي الإنتاج في البلد , فتخرج من المشكلة بأسلوب حضاري الذي يغيب عن حال بعض الدول العربية , والذي يرجع الى الارتقاء في مستوى ثقافة الفرد التي تفتقد الى العزيمة والإصرار والحماس والاعتماد على الذات والذي يقتله ويدمره في الوقت الحاضر الجو الإعلامي وحضوره ومدى تأثيره وتوجيهه لفكرنا ونمط وحياتنا وطريقة استهلاكنا مع التداعي الخطير في رسم الخطاب وتنوع الطرح المفتوح الذي سارع إليه الكثير من اجل الوصول الى غاية تتركز في الشخصية التي ساهمت بدورها في تخدير المشهد بعبارات وكلمات تظل في تفسير مختلف بين طبقات المجتمع الى زمن بدون أن تغير الواقع الاقتصادي المزري الذي نعيشه , فنلاحق على الأقل من سبقنا من النمور الاسيويه أو التنين الصيني القادم الذين هم يعتمدون على مما تنتجه أيديهم .
abdllh_800@hotmail.com