وجهة نظر في عيد الفطر
العيد موسم الفرح والسرور وعلى المسلم أن يشكر الله عز وجل على صيام شهر رمضان وقيامه وعليه أن يدعو ربه أن يتفبله منه . ولا شك بأن الفرح بالعيد من شعائر هذا الدين ، وأعظم الفرح حقيقة هو الفرح برضا الله عز وجل : ( قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون ) قال بعض العارفين : ما فرح أحد بغير الله إلا لغفلته عن الله ، فالغافل يفرح بلهوه وهواه والعاقل يفرح بمولاه ، والعيد فرصة للتسامح والعفو وما أجمل أن يحمل الإنسان في قلبه الحب للآخرين ، فالمحبة شمس تشرق من أعماق القلوب السليمة والعقول الحكيمة الخالية من كل بلاء يكدر صفوها ، وعلى الإنسان إذا أراد كسب القلوب أن يظهر الحب ويصرح به ، والنفوس تميل إلى من يحبها ويقضي حاجاتها قال الشاعر :
أحسن إلى الناس تستعبد قلوبهم إذا استعبد الإنسان إحسان
والإنسان كما يقولون أسير الإحسان ، فالمحسن يملك القلوب ويكسب الأعوان والأخوان معه في أحلك الظروف والمواقف ، والحصول على حب الناس كنز يتمناه كل منا ويسعى في الحصول عليه بكافة الطرق والوسائل المشروعة وذلك لا يتحقق إلا بالكلمة الطيبة والابتسامة الصادقة والاحسان إلى الغير بالخير وغض الطرف عن الهفوات والزلات وصدق الشاعر عندما قال:
إذا صاحبت قوما أهل ود فكن لهمو كذي الرحم الشفيق
ولا تأخذ بزلة كل قوم فتبقى في الزمان بلا رفيق
ومما ينبغي أن يتحلى به المسلم عن غيره من البشر هو سلامة الصدر وما أجمل هذه العبارة : ( سلامة الصدر راحة في الدنيا وغنيمة في الآخرة ) والعيد فرصة لتطهير القلوب والقرب من علام الغيوب ، فإن الإنسان بنفسه وقلبه لا بجسد وصورته
أقبل على النفس واستكمل فضائلها فأنت بالنفس لا بالجسم إنسان.
وهناك أمر يكدر صفو العيد وهو كيف نفرح بالعيد والأمة العربية والإسلامية تكثر فيها الجراح وتقل فيها الأفراح وبصراحة كيف يفرح المواطن السعودي بالعيد ومصاريف الدراسة تشغل رأسه ؟! وكيف نفرح بالعيد وبعض الأسرة الفقيرة ما تملك ملابس العيد؟! وختاما نسأل الله أن ينصر دينه وكتابه وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم وأن يحفظ هذه البلاد حكومة وشعبا من كل مكروه أنه ولي ذلك والقادر عليه .
أخر كلام
قال أحد العلماء : ( ليس العيد لمن لبس الملابس الفاخرة ولكن العيد لمن آمن عذاب الآخرة )
محماس بن عايض بن رسل