هل تم الإساءة لشعيرة الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر ؟
هل تم الإساءة لشعيرة الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر ؟
الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر أمان المجتمع وحصنه من السفهاء، قال صلى الله عليه وسلم : (وَالّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَتَأْمُـرُنّ بالمَعْـرُوفِ وَلَتَنْهَوُنّ عَنِ المُنْكَرِ ، أو لَيُوشِكَن ّالله أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عِقَاباً مِنْهُ ، ثُمَ تَدْعُونَهُ فَلا يَسْتَجِيبُ لَكُمْ ) و عدّها بعض العلماء رُكناً سادساً من أركان الإسلام ، و هذا دليل على أهميّتها، إذ أنه لا قوام لشعائر الدين وكفّ أيدي المفسدين إلا بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر،فخير هذه الأمة مرتبط بـهذه الشعيرة قال تعالى : (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَر ِوَتُؤْمِنُونَ بِاللَّه) وإذا تُرِك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر انتشرت المنكرات ، ثم يكون ذلك مؤذناً بحلول عذاب الله و من سُنن الله الماضية أن يُسَلِّط عقوباته على المجتمعات التي تفرِّط في شعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: (لُعِنَ الَّذينَ كَفَرُوا مِنْ بَني إِسْرائيلَ عَلى لسان دَاودَ وعيسى بن مَرْيَمَ ذلكَ بِما عَصَوْا وكَانُوا يَعْتَدونَ.كَانُوا لا يَتَناهَوْنَ عَنْ مُنْكَر فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلونَ)
و هنالك صفات لابد من التحلي بها عند القيام بهذه الشعيرة و منها على سبيل المثال الإخلاص لله تعالى والتحلي بصفة العلم وأن نكون قدوة حسنة للآخرين فالتأثير بالاقتداء له دور في النفوس و التحلي بصفة الرحمة والرغبة في الإحسان إليهم ، ولين الجانب بالقول والفعل (الرفق ) ، والصبر ضروري في ميدان إصلاح النفس والغير.
هنالك للأسف بعض الأشخاص الذين ينتمون لجهاز هيئة الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر في بلدنا لا يتحلون للأسف و لو بجزء بسيط من هذه الصفات مما تسبب في الإساءة للعمل و الجهد الكبير الذي تقوم به رئاسة الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر فهم يتعاملون بغلظة و شدة مع المخالفين و أحيانا يصل بهم الحال للضرب و هذه التصرفات فيها إساءة كبيره لهذه الشعيرة و تكريه للناس في دور هذا الجهاز العظيم فيجب أن يكون هنالك توعية لمن يعملون في الميدان من رجال رئاسة الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر بضرورة التحلي بالأخلاق العالية و الأسلوب المثالي في التعامل مع المخالفين للتأثير عليهم بشكل كبير و عدم تنفيرهم بأسلوب الغلظة و الشدة .
إن تصرفات بعض الأشخاص حتى و إن كانت فردية فأنها تسئ للجهاز المنتمين له بشكل عام .
ختاماً : حتى لا يأتي من يقول أنني من المحاربين لدور هذه الجهة يشهد الله أنني لست علمانياً , و محافظ و ممن يشدون على أيدي رجال الهيئة و لكن بعيداً عن تصرفات بعض المنتمين له و التي كرهت شريحة ليست بسيطة من المجتمع في هذا الجهاز . و الله من وراء القصد .
مشعل بن مناحي بن القعيمه