من يقف بوجه من
فوزية فواز
تدخل المعلمة وقد عقدت حاجبيها وتنظر إلى العيون
الصغيرة المرتقبة , وتبدأ بالصراخ
فترتعد الفرائص وتصطك الأسنان , ثم تبدأ رحلة الشرح
بالصراخ
من يحمي هؤلاء الصغيرات من مثل أولئك الذين
اعتقدوا أنهم وحدهم من يكد ويشقى ويتعب
ووحدهم من لديه أطفال ومسؤوليات !
في أول يوم دراسي كانت الصغيرة فرحة مستبشرة
تكاد تطير لأنها ستذهب للمدرسة المكان الذي تمنته
منذ مدة , وفي الليل لم تنم , وفي الصباح الباكر
تركض هنا وهناك , حتى الأكل لم تمتنع عنه
وبعد أن عادت من المدرسة كان بريق الصباح قد اختفى
ولم تتكلم كثيراً عن المدرسة ولم تنبس ببنت شفة
كانت كجمرة متقدة متوهجة انطفأت فجأة بماءٍ باردٍ
أو كشمعة انطفأت قبل أوانها
وفي كل يوم تصيح وترفض الذهاب للمدرسة
مع أن الأم زارت المدرسة كثيراً لتسأل عن سبب صياح ابنتها
ولكنها لم تجد جواباً ...
وبعد مرور أكثر من شهر وبالصدفة اكتشفت أمها
أن معلمة الرياضيات ضربتها لأنها تحركت أو لأنها ركضت أو لست أدري !
أخبرتها ابنتها الكبرى باعترافات الصغيرة عن ضرب المعلمة لها
ولم تشأ الأم أن تشتكي كعادة أي ولي أمر ( خوفاً من أن تضع الفتاة في بالها وتترصد لها )
لا أدري إلى متى ثقافة الصمت هذه !
إلى متى نقبل بمثل هذه التجاوزات ونصمت على مضض !
قد يقول قائل أن هذا الجيل مدلل ولا يحتمل إلخ ..
وأنا أقول نعم ..
في السابق كنا لا نعرف الشكوى وكان الأهل
يطلبون من المعلم أن يضرب أبناءهم عندما يخطئون
او حتى عندما لا يخطئون !
الآن الوضع مختلف
الجيل ناقد لماح يفهمها وهي طايرة ( على قولتهم)
الأهل ربوا أبناءهم على الدلال كتعويض عن ( الطق والحرمان ) الذي عاشوه في السابق
فما ذنب أطفال تربوا على الحب والتفاهم!
إنني أتمنى أن يوضع بالاعتبار أن يكون مدرس ومدرسة المرحلة الابتدائية
من حملة الماجستير والدكتوراه في التربية وعلم
نفس النمو والسلوك وكل ما يمت للتربية بصلة
إن ماذكرته غيض من فيض ....
فكم من معلمة جعلت الطالبة تكره المدرسة
بسبب تعاملها السئ
وكم من معلمة حرمت طالبة من الإبداع بسبب
ثقافة ( هذا ليس من اختصاصك )
إحدى الطالبات في المرحلة المتوسطة
أحضرت للمعلمة نشاط عبارة عن عروض لمادة الإنجليزي
ماذا قالت لها : لا أريد هذه ,,, أنتِ ما تفهمين !
وذهبت الطالبة وقد شعرت بالإحباط والقهر
ما الذي كان يضيرها لو قالت لها : عملك رائع
ولكن نحن نريد شئ آخر وهذا سوف نحتفظ به ليستفيد منه زميلاتك !
في الواقع ....
لستُ متشائمة ولكنها هموم تعليمية أبت إلا الخروج
تحياتي