أين الشجعان ؟
قصة بدعتها من نسج الخيال .
كان يا ما كان في فترة سابقة من الزمان , يذكر أن هناك حديقة مليئة بالأشجان , صغيرة
الحجم تعج بها الألحان , جميلة بثمرها و الرمان , والخضرة متناثرة بكل
بستان , والماء يجري مع الوديان , ومن روعتها بني فيها ( قصر السلطان ) .
وكان أهلها و سكانها متحابون و يعيشون البساطة , مترابطون بالصدق والأمانة .
ويذكر أنها كانت متنفس لأهل المدن الكبيرة المجاورة , ومحطة للرحل والمسافرين ,
يشربون من أبارها , ويأكلون من ثمرها , ويستنشقون نقاء هوائها .
وبعد مضي عقود من الزمان أصبحت مسكن للرحل وليست مرتع لهم , ومقام لأهل المدن
الكبيرة وليست متنفس , ومقصد لجميع المدن المجاورة .
بدءت تتطور هذه الحديقة ويتسع حجمها وتكبر , وإستبشر أهلها بتطورها وبمن استوطن
من السكان الجدد , وفرحوا بذلك مما سوف ينعكس عليهم بالنفع والفائدة .
فجأة !!!
انقلبت الحديقة اللطيفة إلى غابة موحشة مترامية أطرافها لا يعرف لها قانون ولا نظام
يسودها وأصبح قويها يأكل ضعيفها , ونزلت الوحوش بها وكثرة الثعالب بجنباتها وأحاطة
بها من كل حدب و صوب .
فذعر أهلها و أصابهم الهلع وانقلب الإستبشار إلى خوف وترقب وإنكار , ويصل إلى
مسامعهم كثيرا من الاخبار السيئة :
عن قتل إبن فلان , و أكلت غنم فلان , ودبت الحشرات في محصول فلان , وكل يوم
هم في شان .
فلا حول ولا قوة .
همسة :
أين الشجعان ؟! أطفؤا الدخان .
أين الشجعان ؟! إعدلوا الميزان .
أين الشجعان ؟! أعيدوا الاحسان .
لنعيش بأمان وننعم بالورد والريحان .
سلمان بن فهد بن فريج