أسلوب الحياة
هند المسند
منذ نعومة أظفارنا ومنذ أن أدركنا معنى الحياة ومفاهيمها وبدأنا نعي الحركة التي حولنا وأخذت الحواس تتلمس طريقها في هذه الدنيا...ونحن في معركة دائمة للانتصار وفرض مانعتقد به...ولكن هذه المعارك كانت في الصغر لا تعني شيئاً...لأنها نتاج غيرة غيرَ مُدركة من قبلنا...بل هي مشاعر وأحاسيس تجتاح أفئدتنا نحاول من خلالها فهم هذا التصرف.
وبدل أن يُوضح لنا ماهيته ولماذا نحن نفعله؟...نجد التوبيخ والتأديب سابق الفهم مما يجعلنا دوماً نحمل في داخلنا سؤالًا (لماذا؟؟).
تمر السنوات وبدل الأخوة يكون زميل الدراسة والصديق وتبدأ المعارك تأخذ منحى ثانياً وتتبدل من الغيرة إلى التنافس والتميز في كل شيء...وهكذا تستمر المعارك في جميع المجالات عملاً ومنزلاً وكسب رزق بدون وعي منا أن التساؤل قد تضخم داخلنا ولم نقف لنسأل أنفسنا....لماذا ؟؟؟.
لماذا تجتاحنا الغيرة حين يتميز أحد أخوتنا علينا؟؟؟ .لماذا لابد علينا من التنافس لنيل رضا الغير؟؟.
لماذا نشرع دوماً في النيل من لحوم البشر دون وجه حق؟؟ لماذا نعقد الندوات والدورات ومن ثم نغير الحقائق ونقلب المفاهيم؟ لماذا نربي في أبنائنا روح التنافس غير الشريف؟ لماذا نعقد المقارنات بيننا وبين من هم أعلى منا..ولا نرى الأقل؟ لماذا علينا أن نعيش بمعتقدات غيرنا بالرغم من عدم اعتقادنا بها؟؟ لماذا نصمت عن الخطأ ونحن نعلم أنه خطأ؟؟.
لماذا نطلب الكمال في كل شئ...في أنفسنا وأبنائنا وحياتنا والنقص هو الأساس في كل شئ ؟؟.
لماذا نظل نتراجع في أفكارنا وأساليبنا مع تقدمنا في طلب العلم ونيلنا للدرجات العلمية الكبيرة؟؟؟.
لماذا نجعل المجتمع يحكم حياتنا ونظل حبيسين قوقعة (ماذا سيقول الناس؟) فنقبل بالظلم والإهانة؟؟.
لماذا نتسلط على من هم تحت أيدينا ونحاول أن نسبر أغوراهم ونكبح شخصياتهم ونلجم ألسنتهم؟؟.
لماذا نعلم أبناءنا الكذب والحقد على الغير وهم لايعون هذه المفاهيم...وحين يمارسونها علينا أن نقول...من أين لكم هذا ؟؟ ولماذا نطالبهم بالحب ونحن نزرع بداخلهم الكره للغير؟؟؟.
لماذا نسعى خلف من نعلم أنه سيكون سبباً في تغيير مسار حياتنا للأسوأ؟؟ لماذا لم نحصل على مانريد بالرغم من تخطيطنا الصحيح له؟؟ . لماذا نصاب بالإحباط والهم والتوتر في أمور دنيوية يسهل قضاؤها مع مرور الوقت؟؟.
لماذا تتابع الأجيال بنفس المعتقد ونفس أسلوب الحياة؟؟. تساؤل يتبعه تساؤل يليه تساؤل...وكلما زادت سنوات العُمر زاد التساؤل معها ولن نستطيع أن نجد الإجابة لأنها من الأصل لم تُعط لنا منذ البداية...درجنا وتعلمنا أن يكون السؤال حبيس النفس حتى لانتعرض للتوبيخ من والدينا كما كنا صغاراً أو السطوة والتسلط من إخواننا الذين يكبروننا..فكان المجتمع بديل الوالدين والأخوة في التوبيخ والتسلط..فأصبحنا نهاب كل شئ.
وهل تفكر أحدنا بسؤال واحد فقط ؟؟؟ لماذا لم نعرف الله سبحانه وتعالى حق المعرفة حتى الآن ؟؟؟ .